responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 33

لأنه لا لسان له ليستنجد ولا اذن له ليسمع تحذيرنا، ولا يملك عيناً ليرى بها علائم الخطر قبل أن يسقط.

8- منشأ (النفاق)

للنفاق ثلاثة مناشى‌ء:

الأول- العجز عن المواجهة والنزاع المباشر: ان الاعداء عندما يخسرون النزاع ويفقدون القدرة عليه بشكل مباشر، يتقمصون قميص النفاق ليستمروا بالعداء والخصومة. إنّ اعداء الرسول صلى الله عليه و آله كانوا يتظاهرون بالعداء له، لكنهم تظاهروا بالاستسلام عندما تغلب الرسول عليهم واستمروا يبطنون الكفر والعداء له وللإسلام وإنَّ أبا سفيان وأمثاله ضلوا منافقين إلى آخر عمرهم. [1]

ولأجل ذلك كان الإعتقاد بأن النفاق بدأ من المدينة؛ لأن الإسلام في مكة كان ضعيفاً، وما كان أحد يخافه. لذلك ما كان حاجة للتظاهر بالإسلام وتبطين الكفر الا انا نعتقد ان النفاق بدأ من مكة رغم ان دواعي النفاق في مكة لم تكن الخوف، بل داعي النفاق آنذاك هو توقع البعض مستقبلًا زاهراً للإسلام، الأمر الذي يضمن لهم مستقبلًا وموقعاً جيداً.

يمكننا مشاهدة هذا الاسلوب من النفاق في جميع الازمنة والثورات منها الثورة الإسلامية في ايران؛ فان بعض المنافقين هم الأعداء الذين خسروا المعركة ضد الثورة وعيوا النزاع المباشر والعلني.

الثاني- الإحساس بالحقارة الباطنية: ان الشخصيات الضعيفة والجبانة والتي تفقد الشجاعة اللازمة لابراز الاعتراض والتفوه بما يخالف الآخرين، تسعى هذه الشخصيات ان تسلك النفاق منهجاً لحياتها ولتتجنب المواجهة بل تتظاهر بالاتفاق مع الجميع.

إن المنافق يتظاهر بالإسلام عند المسلمين ويتظاهر بعبادة النار عند عبدة النار، ويتظاهر


[1] إنَّ الرسول صلى الله عليه و آله كان يعلم بحالهم لكن باعتبار ان مواجهتهم العلنية والمباشرة كانت تؤدي إلى نتائج لا يحمد عقباها اجتنب عن منازعتهم ومخاصمتهم وقد قال: «لولا اني اكره ان يقال: ان محمداً استعان بقوم حتى إذا ظفر بعدوه قتلهم لضربت أعناق قوم كثير» وسائل الشيعة ج 18، ابواب حد المرتد، الباب 5، الحديث 3.

اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 33
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست