responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 319

للدنيا، وإذا اتّخذت جسراً لبلوغ الأهداف المعنوية السامية كانت آخرة.

2- الدنيا من وجهة نظر الروايات‌

في الروايات نجد مباحث كثيرة وواسعة عن الدنيا، بل يمكن القول بأنَّ الدنيا من أوسع المباحث المطروحة في الروايات.

من المباحث المطروحة في الروايات عن الدنيا هو التمثيل لها، نشير إلى نماذج منها.

الف: يقول الإمام الكاظم عليه السلام:

«مثل الدنيا مثل ماء البحر كُلَّما شرب منه العطشان ازداد عطشاً حتى يقتله» [1].

وفقاً لهذا الحديث كون الدنيا لا تروي عطش أيٍّ من عَبَدة الدنيا، وإذا ظنَّ أحد أنَّه سيقتنع، بمستوى خاصٍ من مستويات الدنيا ومقاماتها فإنَّ ظنَّه وَهْمٌ وخيال لا أكثر، ومن المحالات، وعكسه، أي طلب الزيادة، هو الواقع الصادق.

لم يبلغ أثرياء الدنيا الكبار مستواهم المعاشي ودنياهم الدنية إلَّابعد ارتكاب جرائم تنفر النفس لبيانها فضلًا عن أرتكابها، وقد أعدوا لهم إثر هذه الجرائم حياة كمالية اسطورية يصعب تصوّرها على‌ الآخرين، فقد قيل في بعضهم أن له حوض سباحة في طائرته الخاصة.

لكن يا ترى‌ هل يشبعون؟ وهل ذلك يروي ضمأهم؟ كلا، انّهم يسعون لاكتساب الأكثر فالأكثر دائماً، ولأجل ذلك يقتحمون كل مجالات التجارة مهما كانت، فيتاجرون بالأسلحة التي يُقتل بها المذنبون وغير المذنبين سواء، كما يتاجرون بالأسلحة الكيمياوية التي يكفي قذيفة منها لقتل الآلآف من المدنيين العُزَّل بأبشع وجه، فيضيق العيش عندئذٍ لا على البشر فحسب بل على جميع الموجودات الحية، رغم ذلك فهم غير مكترثين بالعواقب المفجعة والوحشية لهذه الأعمال والتجارة، وما يهمهم هو زيادة أرباحهم وأموالهم.

إنَّهم مستعدون- لإرواء عطشهم تجاه الدنيا لأن يتاجروا بالمخدرات وأن يحطّموا عوائل ومجتمعات ويسلبوا الشباب إرادتهم بهذه المواد؛ وذلك لأجل زخرفة دنياهم أكثر فأكثر.


[1] ميزان الحكمة، الباب 1253، الحديث 6009.

اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 319
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست