بلوغ المقام المحمود غير ميسَّر حتى للرسول صلى الله عليه و آله إلَّامن خلال
صلاة الليل. بالطبع لا ينبغي للانسان أن يأتي بجميع آداب ومستحبات صلاة الليل
وبخاصة بالنسبة إلى أولئك الذين قصدوا تواً نيل هذه السعادة العظمى بل يكفيهم
الاتيان بأحد عشرة ركعة بنحوها العادي والمألوف، رغم أن الذي يأتي بباقي آدابها
ومستحباتها سينال قسطاً أوفر من الثواب عند اللَّه قطعاً.
أتمنى التوفيق للقيام بهذه العبادة الكبرى لكي يتسنَّى لنا الإحساس بلذة
بلوغ المقام المحمود تدريجياً.
دال: فسَّر بعض المفسِّرين الباقيات الصالحات
بالبنات اللاتي يتم تربيتهنَّ بالآداب الاسلامية ليصبحن امهات نموذجيات [3]؛ لأنَّهن منشأ
أمل لوالديهن في عالم الآخرة.
هاء: نقرأ في رواية وردت عن الامام الصادق عليه
السلام أن حبَّ أهل البيت وولايتهم من مصاديق الباقيات الصالحات [4].
هذه خمسة تفاسير مختلفة للباقيات الصالحات، لكن تقدَّم منا أنَّ هذه التفاسير
رغم تضادها الظاهري غير متضادة ولا متنافية في الواقع، ويمكن شمول الباقيات
الصالحات لها جميعاً من خلال القول بأن كلًا من التفاسير التي ذكرناها والتفاسير
التي لم نذكرها [5] بمثابة
المصاديق للباقيات الصالحات [6]، فإنَّ لهذا العنوان مصاديق متعدّدة ومختلفة.