responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 31

نُورُ السَّمَواتِ والأَرْضِ». [1] أما نور الايمان ونور العلم ونور اليقين ونور الاتحاد والتلاحم وفكلها ترجع إلى نور واحدٍ، وهو نور الله ولا نور غيره؛ لذلك لم يستخدم القرآن النور الا بصيغة المفرد.

أمّا النفاق والكفر والاختلاف والتفرقة فهي ليست ظلمة واحدة، بل ظلمات متعددة، هناك ظلمة الجهل وظلمة الكفر وظلمة البخل وظلمة الحسد وظلمة عدم الخوف من الله وظلمة الهوى والهوس وظلمة الوساوس الشيطانية و .. وخلاصة الظلمات متنوعة وليست واحدة، لذلك استخدمت بصيغة الجمع.

7- خصال المنافقين الثلاث‌

إنّ المنافقين- حسب هذه الآية (18)- لهم ثلاث خصال:

الأولى: صمّ، وهي صيغة جمع لأصم وتعني عدم السمع.

الثانية: بكم، وهي صيغة جمع لأبكم وتعني أخرس.

والآية تعني أنهم لا يسمعون ولا ينطقون. إنّ الاصم لا يستطيع التكلم رغم سلامة جهاز النطق عنده؛ لأنَّ الإنسان لا يمكنه ان ينطق بكلمة لم يسمعها ولم يتعلمها، ولذلك جاء القرآن بصفة الاصم قبل صفة الابكم، وهي تعني في النهاية ان المنافقين صمّ وبكم دائماً.

الثالثة: عمي، وهي جمع (أعمى) وتعني فاقد البصر، وعلى هذا فان المنافقين صم بكم وعمي، أي لا اذن لهم يسمعون بها ولا لسان لهم ينطقون به ولا عين لهم يبصرون بها. ومع هذا الحال، كيف يمكنهم معرفة الطريق الصحيح وكيف يمكنهم ادراك انحرافهم وخطأهم؟

إنَّ هذه الحواس والعناصر الثلاثة هي وسائل معرفة الإنسان، فالاذن وسيلة للتعلم، واللسان وسيلة لنقل العلوم من جيل إلى آخر، والبصر هو وسيلة لاكتشاف العلوم والظواهر الجديدة، والذي يفقد هذه العناصر الثلاثة لا يمكنه الخروج من الطريق المنحرف كما لا يمكنه الرجوع إلى طريق الحق. لكن يطرح سؤال هنا وهو: انا نشهد المنافقين يتمتعون بالحواس الثلاث، فلم القرآن ينفيها عنهم؟


[1] النور: 35.

اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 31
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست