responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 299

سينسى بعد مدَّة من الزمان، بحيث لم يبق من الانسان شي‌ء يُذكر وكأنَّه لم يلد أبداً.

عاقبة الانسان المغرور

لم يكن ولن يكون عاقبة حسنة للمغرور أبداً. كان وزير عهد حكومة رضا خان الظالم يُدعى‌ تيمور تاش وكان مغروراً وجباراً وخطراً وصاحب صلاحيات وسلطة واسعة بحيث يُعدُّ المحور الأساس للسلطة.

في يوم كان علماء طهران قد اجتمعوا في مجلس فبلغهم أن تيمور تاش وزير البلاط يقصد المجي‌ء إليهم، فدخل هذا الرجل الذي يعيش سكرة الغرور وقال: «أنتم تقولون: للكون ربٌّ؟! يمكنني أن أبرهن على عدم وجود الربّ بألف دليل».

نظر العلماء إليه وما كان أحدهم يتجرّأ بالتفوّه بشي‌ء، كما أنَّهم يعلمون ما من شي‌ء يؤثِّر فيه ولا يرونه أهلًا للإجابة. وعلى كل حال ختم المجلس وذهب تيمور تاش.

لكن رياح الزمان لا تجري دائماً بما تشتهيه السفن، فلم يمضِ زمن طويل حتى أصبح تيمور تاش موضع غضب الشاه فادع السجن الانفرادي ثم حكم عليه بالإعدام.

عندما كان في السجن ذهب أحد العلماء لزيارته فوجده يدور في زنزانته مردداً أبيات عرفانية للشاعر مولوي‌ [1] تقرُّ باللَّه.

يقول هذا العالم: تعجبّت من ذلك واقتربت منه وقلت له: هل تعرفني؟ قال: نعم، قلت:

جئتُ لُابطل ألف دليل ادعيت وجودها بدليل واحد، وهو: إن اللَّه هو الذي أسقط تيمور تاش المغرور من قمة السلطة ليضعه في سجن. فهزَّ رأسه معرباً عن أسفه.

نعم، هذا هو شأن ضيقي الصدر والمغرورين، أما واسعو الصدر فيكونون متواضعين، كالامام علي عليه السلام، حيث لم يختلف شأنه أثناء 25 سنة من سكوته مع شأنه أثناء 5 سنوات من حكومته.


[1] شاعر إيراني شهير.

اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 299
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست