المثل الثاني والثلاثون: المستكبرون والمستضعفون
إثنى عشر آية من سورة الكهف (وهي الآية 32 إلى 44) تشكِّل المثل الثاني والثلاثين من بحثنا، يقول اللَّه في هذه الآيات:
«وَاضرِب لَهُم مَثَلًا رَجُلَينِ جَعَلْنَا لأحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أعْنَابِ وحَفَفْناهُما بِنَخلٍ وجَعلنا بَيْنَهُما زَرْعاً* كلتا الجَنَّتَينِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظلِم مِنْهُ شَيئاً وفجَّرنَا خِلالهُمَا نَهَراً* وكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقالَ لِصَاحِبِه وهَوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أكْثَرُ مِنكَ مَالًا وأَعَزُّ نَفَراً* وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفسِه قَالَ مَا أُظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هذِهِ أبَداً* وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إلى رَبّي لأَجِدَنَّ خَيْراً مِنْهَا مُنقَلَباً* قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحاورُهُ أكفَرْتَ بالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِن نُطفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا* لَّكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أحَداً* وَلَولَا إذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا باللَّهِ إنْ تَرَنِ أَنَا أقَلَّ مِنكَ مَالًا وَوَلَداً* فَعَسى رَبِّي أَن يُؤتِيَنِ خَيْراً مِن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسَباناً مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً* أوْ يُصِبحَ مَاؤُهَا غَوْراً فَلَن تَستَطِيعَ لَهُ طَلَباً* وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأصْبَحَ يُقلِّبُ كَفَّيهِ عَلَى مَا أنَفَقَ فِيهَا وهي خَاويةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أحَداً* وَلَمْ تَكُن لَهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ ومَا كَانَ مُنتَصِراً* هُنَالِكَ الوَلايةُ للَّهالحَقِّ هُوَ خيرٌ ثَوَاباً وَخيرٌ عُقْباً»
تصوير البحث
تضمَّنت الآيات الإثنى عشر مثلًا هو من أكبر أمثال القرآن، وهو مثل المؤمنين والكافرين