responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 284

هناك احتمالات كثيرة نضمّن بحثنا هذا اثنين منها فقط:

1- يعتقد بعض المفسّرين أنَّ هذه القرية الآمنة هي مكة، [1] فهي مصداق بارز للقرية الآمنة، كما أنَّها في الحقيقة تحضى بنعمة توفّر جميع انواع الثمار فيها، ورغم أنها تفقد بذاتها بعض النعم، إلّا أن ذلك البعض يفدها من باقي المناطق والدول، وهي بذلك تحضى بنعم قلما نجد مكاناً يحضى بها.

عندما هجر الرسول صلى الله عليه و آله مكة قاصداً المدينة، كانت مكة تعاني من الجفاف الذي دام سبع سنوات، وكانت هذه المحنة نتيجة كفرانهم نعمة تواجد الرسول فيهم، وقد بلغ بهم الجفاف أنَّ رسول الرحمة صلى الله عليه و آله أرسل لهم أغذية من المدينة، كما أنَّ الجفاف هذا اقترن مع فقدان الأمن فيها.

نعم، إنّ كفران النعمة سيتبعه عذاباً إلهياً وهذه سنة إلهية صادقة في كل مكان وزمان، وتكرّر في كل مكان تتكرر فيه كفران النعمة.

2- يعتقد بعض آخر من المفسرين أنّ المراد من هذه القرية هو مدينة سبأ [2] حسب ما جاء في سورة سبأ، فإنَّ تلك البلدة كانت عامرة كثيراً، وكان فيها سدّ يُدعى (مأرب) تبدلت هذه البلدة بفضل هذا السدّ إلى قطعة من الخضار، وكانت النعم فيها متوفرة بشكل لا يحتاج قاصدها إلى أن يصطحب معه غذاء ومتاع؛ لأنَّه يكفيه أن يضع سلة على رأسه ويمشي في طرقها، فإنَّ السلة ستمتلئ بعد فترة وجيزة بثمار الاشجار التي في طرفي الشارع.

إنّ هذه المدينة كانت تتمتع بالأمن والاستقرار والنعم الوافرة، إلّا أن أهلها اختاروا طريق الكفر لهذه النعم، فأوحى الله إلى فئران أن دمّري هذه المدينة، فأثقبت هذه الفئران السد، وتوسعت هذه الثقوب تدريجياً إلى أن دمّرت السد في ليلة، وأخذ الماء بسيوله الجارفة المدينة بأجمعها ودمّر ما فيها من قصور ومزارع وبيوت وأشجار وبساتين. وكان التدمير إلى درجة اضطّر بعده للهجرة من سلم من أهالي المدينة، وما استطاعوا العيش فيها.


[1] انظر تفسير مجمع البيان، 6: 390، التبيان 6: 432.

[2] انظر تفسير الأمثل 8: 311- 312.

اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 284
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست