responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 278

أهمية الوفاء بالعهد

هناك الكثير من الروايات أكّدت على أهمية الوفاء بالعهد، نشير إلى ثلاث منها:

1- في حديث قصير للرسول صلى الله عليه و آله يقول: «لا دين لمن لا عهد له». [1]

هذا الحديث المهم يعني أنَّ الذي لا يلتزم بعهده يتساوى مع الذي لا دين له أبداً. والذي يعاهد اليوم وينقضه غداً هو إنسان دون دين، فإنَّ الإنسان الذي لا يفي بعهده أمام خلق الله سوف لا يفي بعهده أمام الله كذلك.

2- يقول الإمام علي عليه السلام في عهده لمالك الاشتر: [2]

«وإن عقدت بينك وبين عدوّك عقدة، أو ألبسته منك ذمة، فحط عهدك بالوفاء، وارع ذمتك بالأمانة، واجعل نفسك جُنّة دون ما أعطيت، فإنّه ليس من فرائض الله شي‌ء الناس أشدُّ عليه اجتماعاً، مع تفرّق أهوائهم، وتشتُّت آرائهم، من تعظيم الوفاء بالعهودِ».

إنّ العالم اليوم يفي بالعهود وأكثر الدول تلتزم بما تعهدت به، وكذا الناس في عهد الجاهلية وعهد عبادة الاصنام، فإنّها سنة لم تختص بالقرآن والمسلمين فحسب بل عامة، ومما ينبغي على المسلمين هو وفاؤهم بعهودهم مع الله ومع خلقه.

3- يقول الإمام الباقر عليه السلام في حديث جميل له: «ثلاث لم يجعل الله عزّوجلّ لأحد فيهنّ رخصة أداء الأمانة إلى البرّ والفاجر والوَفاء بالعهد للبرّ والفاجر وبرّ الوالدين بَرين كانا أو فاجرين». [3]

على ما قرأنا في الآيات والروايات، فإنَّ الوفاء بالعهد يقع في صدر قائمة أعمالنا. وإذا أراد عبد أن يستجيب الله لدعوته وطلباته عليه أن يفي بعهوده مع الله.


[1] ميزان الحكمة، الباب 2964، الحديث 14124.

[2] رغم مضي أكثر من ألف سنة على هذا العهد، إلّا أنا لا زلنا نلمس طراوته، وكأنه لا يعتق أبداً، مع أنَّ ما يقوله أو يكتبه البشر يعتق بعد حين من الزمن حتى لو ترشح عن افكار النوابغ أمثال ابن سيناء. وكأنَّ السبب في طراوة كلام علي عليه السلام هو نشوؤه من علم متصل بالعلم الإلهي، وبما أنَّ العلم الالهي لا يعتق كذلك كلام علي عليه السلام.

[3] أصول الكافي كتاب الايمان والكفر، باب برّ الوالدين، الحديث 15.

اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 278
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست