responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 267

إنَّ يوسف عليه السلام لو لم يذهب إلى السجن لما توافرت له فرصة تعبير المنام، وتعبير المنام لو لم تتوافر فرصته لما تبرّء من الاتهامات ولما اقترب من السلطان ولما حكم في النهاية.

إلهي! نحن جميعاً أسارى الهوى والهوس نوعاً ما، لكن نحب أن تنقذنا من أسرنا، فأعنّا على ذلك.

علي عليه السلام حرٌّ آخر

من التفاسير الواردة في تفسير المؤمن الذي ورد في آية المثل هو الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام. [1] نعم إنّه كان حرّاً من عبودية الهوى والهوس والمال والثروة. كان ينفق كل ما عنده من ثروة في سبيل الله حتى في اثناء الصلاة.

نال الحكومة الظاهرية بعد سكوت وقعود في البيت ومظلومية تحّملها مدة سنوات، وقد أصبح آنذاك حاكماً وذا سلطة، رغم ذلك ما كان يجرؤ على التلاعب في بيت المال وإنفاقه بما تروق له نفسه. وقصته مع أخيه عقيل خير شاهد على هذا، ولنقرأ القصة على لسان أخيه هنا، وقد مرّت على لسان الإمام علي عليه السلام فيما سبق:

«أقويت (أي افتقرت) وأصابتني مخمصة شديدة، فسألته فلم تند صفاته (التعبير كناية عن بخل الإمام) فجمعت صبياني وجئته بهم والبؤس والضر ظاهران عليهم. فقال: (ائتني عشية لأدفع إليك شيئاً)، فجئته يقودني أحد ولدي، فأمره بالتنحي ثم قال: (ألا فدونك)، فأهويت حريصاً قد غلبني الجشع (الحرص الشديد) أظنها صرّة، فوضعت يدي على حديد تلتهب ناراً، فلمّا قبضتها نبذتها وخرت كما يخور (أي يصيح) الثور تحت جازره، فقال لي:

(ثكلتك امّك هذا من حديدة أوقدت لها نار الدنيا، فكيف بك وبي غداً إن سلكنا في سلاسل جهنّم)؟ ثم قرأ: «إِذْ الأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِم وَالسَلَاسِلُ يُسْحَبُونَ» [2] ثم قال: (ليس لك عندي فوق حقك الذي فرضه الله لك إلّا ما ترى) فانصرف إلى أهلك». [3]


[1] منهج الصادقين 5: 212.

[2] المؤمن: 71.

[3] بحار الانوار 42: 118

اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 267
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست