responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 262

عندما ينظر إلى ذاته وحواليه يرى نفسه غارقة بالنعم العديدة من العين والاذن واليد والرجل والفكر والسماء والأرض والشمس والهواء والاشجار والغابات وأمثال ذلك، ولهذا يحكم وجدانه بضرورة شكر المنعم وتقديره.

هل يمكن شكر المنعم دون معرفته؟ من هنا كان الشكر سبباً لمعرفة الله.

وعليه، شكر المنعم هو من دوافع عبادة خالق المخلوقات.

قد يكون المعبود خالياً من التأثير على حياة الإنسان، لا أنه لا فائدة فيه، ولا يزوّد عابديه بأي خير، بل إنّه لا يستطيع الدفاع حتى عن نفسه، وهو بحاجةٍ إلى حماية الاخرين. وإنّ موجوداً كهذا ليس أهلًا للعبادة، ولا شك أنّ عقل الإنسان يرفض هذا النوع من العبادة.

بالطبع، إنَّ عبدة الأصنام لا يعدون أصنامهم هي خالقة المخلوقات، بل حسب ما ورد في القرآن: لو سألناهم مَن خلق السماوات والأرض لأجابوا: الله هو الذي خلقها [1] لا أصنامهم العاجزة. وهذا يكشف عن أنَّهم لم يكونوا مشركين في الخلق، كما أنَّهم كانوا يعدّون الله الرازق الوحيد. [2]

غاية الأمر أنَّهم كانوا يعتقدون أنَّ الاصنام تبتُّ بحل المشاكل بشكل مباشر ومستقل أو كشفعاء عند الله، لذلك جاءت الآية 3 من سورة الزمر لتقول: «ألا للهِ الدّينُ الخَالِصُ والّذِين اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أوْلِيَاءَ ما نَعْبُدُهُمْ إلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إلَى اللهِ زُلْفَى».

لا شك أنَّ كلام المشركين باطل وواضح عدم صحته، كيف يمكن لأصنام أن تحلّ مشاكل الآخرين رغم أنّها عاجزة عن حلّ مشاكلها ذاتاً.

وفقاً لما جاء في النص القرآني، فإنَّ إبراهيم عليه السلام عندما حطّم الأصنام (في تلك القصة المعروفة والجميلة) قال: «أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُوْنِ اللهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئاً وَلَا يَضُرُّكُم أُفٍّ لَكُم وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُوْنِ اللهِ أَفَلَا تَعْقلُونَ». [3]


[1] جاء هذا المضمون في آيات عديدة، منها: الآية 16 من سورة العنكبوت والآية 25 من سورة لقمان والآية 38 من‌سورة الزمر والآية 9 و 87 من سورة الزخرف.

[2] إنّ الآية 24 من سورة سبأ من جملة الآيات التي تدل على هذا المعنى.

[3] الأنبياء: 66- 67.

اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 262
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست