responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 257

«وَللهِ المَثَلُ الأعْلَى وَهُو العَزِيزُ الحَكِيْم» أي أنَّ لله من الأمثال ما ليس لغيره، فلله المثل الأعلى، ويُعدُّ كل مثل في حقه ناقصاً مهما ارتفع شأنه؛ وذلك لأن أمثلتنا من عالم الموجودات الممكنة، وهي جميعاً ناقصة ومحدودة، ولا يمكن تصوير اللامحدود بالمحدود.

والآية التالية: «فَلَا تَضْرِبُوا للهِ الأمْثَالَ» تشير إلى هذا المطلب.

رغم ذلك، إذا أردنا بيان مثال لله تعالى فالآية 35 من سورة النور هي أنسب ما يمكن الاتيان به، فإنَّ الله هناك شُبِّه بالنور؛ وذلك لأنّه لا موجود أكثر فائدة وبركة ولطافة وسرعة من النور، فإنَّ لله الامثال العليا والرفيعة.

سؤال: قد يخطر في الذهن هذا السؤل: خلق الله كل شي‌ء، لكن مَن خلق الله؟

الجواب: نعم، انَّ الله خلق كل شي‌ء، لكن لم يخلق أحدٌ الله؛ وذلك لأنّ الله موجود أزلي وأبدي، أي كان ويكون وسوف يكون. إنّه لم يُخلق أبداً لكي نبحث عن خالق له. لأجل اتضاح المطلب نسترعي انتباهكم إلى المثال التالي الذي فيه صياغة للامور المعقولة في قوالب محسوسة:

إنّ الفحم الحجري الذي هو نفايا الغابات في العصور الغابرة معلول للطاقة الشمسية.

وحتى النفط الذي هو الآن أكبر مصدر للطاقة في العالم معلول للطاقة الشمسية؛ وذلك لأنَّه يقال: إنَ النفط عبارة عن بقايا أو مستحاثات الحيوانات في العهود الماضية دُفنت لتتحول إلى هذه المادة بعد قرون. ومن الطبيعي أنَّ الحيوانات تتغذى من النباتات، والاخيرة تفيد من نور الشمس ولو لم تكن الأخيرة لما كانت النباتات.

إنَّ المحركات الضخمة التي تُنصب على الشلالات لأجل توليد الطاقة تستمد طاقتها من الشمس بالشكل التالي: الشمس تسطع على البحار، فتتبخّر مياه البحار، فتتبدل المياه إلى سحب، لتنزل على الأرض تارة اخرى بشكل مطر وغيث مبارك، وهذه الامطار تتبدل إلى سيول تحرك المحركات لتوّلد الطاقة الكهربائية.

أما طاقة الشمس فذاتية، أي لا تصلها من خارج الشمس، بل في الشمس نفسها ما يمنحها الطاقة دون الحاجة إلى ما هو خارج عنها.

وعليه، رغم أنَّ الشمس مخلوقة إلّا أنَّها لا تحتاج إلى من يولّد لها الطاقة. وهذا المثال يمكنه‌

اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 257
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست