responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 251

ماهي (الكلمة الطيبة)؟

هناك بحث بين المفسرين في تفسير معنى (الكلمة الطيبة)، نشير إلى بعض النظريات في هذا المجال:

1- يعتقد البعض أنَّ المراد من «الكلمة الطيبة» هي كلمة «لَا إله إلَّا اللّه» [1] فإنَّ هذه الكلمة كالشجرة الطيبة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء، وهي في الحقيقة شجرة سعادة الإنسان. إنّ هذه الشجرة التي هي حقيقة التوحيد، تحيي قلب الإنسان وتكسر كل ما فيه من أصنام، بحيث تجعله لا يسجد أمام أصنام المال والرشوة والربا والسرقة والاعتداء. ولا يكذب الآف الكذبات لأجل الحفاظ على مقامه، ولا يرتكب الجرائم لأجل الحفاظ على مال الدنيا؛ وذلك لأنّ أعمالًا كهذه تعدّ شركاً ولذلك يُدعى المرائي في الاخرة منافقاً أو فاجراً. [2]

إن التوحيد إذا حل وحيى في قلب الإنسان قضى على الهوى والهوس الذي هو السبب الرئيسي لجميع الانحرافات ودمّره.

من هنا جاءت رواية جميلة في هذا المجال: «أبغض إلهٍ عُبد على وجه الأرض الهوى». [3]

إن شجرة التوحيد الطيبة إذا زرعت في قلب الإنسان طردت كل ما حولها من أصنام.

2- يعتقد بعض آخر من المفسرين أنَّ المراد من الكلمة الطيبة هو (المؤمن)، فقد اطلق على الموجودات (كلمة الله) في القرآن المجيد، والمؤمن كلام إلهي كذلك، الشمس والقمر والنجوم والسماء والأرض كلها كلمات الله، فهي في كتاب الله التكويني من كلمات هذا الكتاب، كما أنَّ هذا المصطلح استخدم في حق السيد المسيح عليه السلام. [4]

إنَّ شجرة وجود المؤمن هي من قبيل الشجرة الطيبة التي تثمر في جميع الفصول، وثمارها السخاء والشجاعة والجود والرحمة والحب والاحسان والايمان وما شابه ذلك. [5]


[1] مجمع البيان 6: 312.

[2] ميزان الحكمة، الباب 1409، الحديث 6784.

[3] المحجة البيضاء 8: 44.

[4] آل عمران: 39.

[5] انظر التبيان 6: 292.

اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 251
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست