هذه الآيات من أجمل الآيات ومن أبلغ الأمثال القرآنية. إنّ في الآيات الثلاث
تمثيلًا جميلًا وبليغاً للكلمة الطيبة من جانب، وللكلمة الخبيثة من جانب آخر،
وفيها يعدّ الله الفوائد والآثار المترتبة على كل واحدة منهما.
ارتباط آيات المثل بسابقاتها
إنَّ ذكر هذين المثلين لا يخلو من ارتباط بما ورد في الآيات السابقة من نسبة
الكلمة الطيبة إلى الله والخبيثة إلى الشيطان، كما أنّها قد تضمّنت مضامين ومفاهيم
رفيعة. وهنا نص الآية 22 من سورة إبراهيم:
«وَقَالَ الشّيْطَانُ لَمّا قُضِيَ الأمْرُ إنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الحَقِّ
وَوَعَدْتُكُمْ فَأخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إلّا
أنْ دَعَوْتُكُم فاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُوْنِي وَلُوْمُوا أنْفُسَكُمْ مَا
أنَا بِمصْرِخِكُمْ وَمَا أنْتُمْ بِمُصْرِخِىَّ إنّي كَفَرتُ بِمَا
أشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبلُ إنَّ الظَالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيْمٌ».