responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 233

2- إنَّ الجنين في بطن أمه يسبح في كيس خاص ملي‌ء بسائل غليظ وزنه يعادل وزن الطفل تقريباً. وعلى هذا، فالجنين لا يضغط بشكل مباشر على جسم الأم، كما أنَّ الأُم لا تحمّل الطفل ضغطاً مباشراً. يا ترى ما يحدث لو لم يكن ذلك الكيس؟

كيف يمكن للجنين أن يحافظ على نفسه ويستمر في حياته رغم ظرافته ونعومته ورغم ما يتعّرض له من ضربات تنشأ عن الجلسة الخاصة للأُم أو نومها في اتجاهات مختلفة؟

أعدَّ الله العالم القادر محيطاً وبيئة للجنين تشبه حالة الإنسان عند فقدان الجاذبية، بحيث لا يتأثر بالضغط إذا تعرض له مهما كان اتجاهه، ولهذا عندما يلد يشعر بالوزن، الأمر الذي يحرّضه على الصراخ والصياح.

إنَّ كيس السائل هو أفضل مكان للجنين. فإنَّ هذا الكيس يصدّ الضربات من أي اتجاه وردت، كما أنَّه يعدّل درجة الحرارة، بحيث إنَّ الام اذا تعرّضت للحرارة الشديدة أو البرودة الشديدة سوف لا تنتقل هذه الحرارة أو البرودة إلى الجنين مباشرة، بل ينتقلان إلى الجنين بعد مرورهما بالسائل الموجودة في الكيس ودور السائل هنا هو تعديل درجة الحرارة ونقلها بعد ذلك لجسم الجنين.

وعلى هذا الأساس، يقول الله في الآية السادسة من سورة الزمر: «خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وأنْزَلَ لَكُم مِنَ الأنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أمَّهَاتِكُمْ خَلْقاً مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ ذلِكُم اللهُ رَبُّكُمْ لَهُ المُلْكُ لَا إلهَ إلّا هُوَ فأنَّى تُصْرَفُونَ». [1]

مراحل كمال الإنسان الأربع‌

لاجل بلوغ الكمال، على الإنسان أن يطوي أربع مراحل أو عوالم:

1- عالم رحم الام. 2- عالم الدنيا. 3- عالم البرزخ. 4- عالم القيامة.

والمدهش هنا أنَّ الإنسان يجتاز كل مرحلة، وهو لا يعلم بالضبط بما تضمّ وتؤول إليه المرحلة اللاحقة. إنَّ الطفل في رحم الام لا يمكنه تصوّر مفاهيم الدنيا، حتى لو كان له عقل‌


[1] وقد أشارت الآية 14 من سورة المؤمنون إلى نفس المضمون.

اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 233
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست