responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 195

يحكي كما هو حال العين عن قدرة الله تعالى. إنَّ الاذن تتكون من الجزء الخارجي والداخلي والوسط. والاقسام تقع في مناطق متجزءة عن بعضها الآخر، ولكلٍّ وظائف خاصة ومستقلة.

هناك عظام يشبه عملها عمل المضرب، كما أنَّ هناك طبلة ترتعش بضربات المضرب، والارتعاشات هذه عندما تنتقل إلى الدماغ بواسطة الأعصاب تُفسَّر هناك. والعجيب في هذا كله أنَّ الاذن يمكنها تعيين جهة الصوت.

إنَّ العين والاذن نعمتان إلهيتان أنعمهما الله علينا، وهما عجيبتان جداً، وفي توصيفهما كتبت كتب كثيرة، ولكلٍّ منهما من حيث الطبابة مختصون، بل انَّ في العين لوحدها عدة تخصصات.

العين والاذن وسيلتان مهمتان للمعرفة

إنَّ أهمّ وسائل المعرفة عند الإنسان هي العين والاذن. إنّ الإنسان عندما يولد يكون خلواً من أي علم‌ «وَاللهُ أخْرَجَكُم مِنَ بُطُونِ أمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً». [1] والإنسان يحصل على العلوم بعد أن تنمو عنده حاسة السمع والبصر.

إنَّ العلوم التجريبية تنتقل للإنسان عبر حاسة البصر، فالإنسان يبلغ النتائج المختلفة في المختبرات بعدما يراها بعينه، ورؤيته هذه هي التي تنقل النتائج إلى الذهن. أما العلوم النقلية- وبخاصة العلوم التي قدمت من الوحي الالهي- فهي تنتقل عبر حاسة السمع (الاذن). بالطبع أن العلوم العقلية تعتمد في الأساس على العلوم الحسية أي أنَّ الأشياء ما لم تر أ و لم تسمع فلا يتمكن العقل من إداركها، وذلك لأنَّ أساس العلوم العقلية هو (تجريد) و (تعميم) المحسوسات، ولهذا اذا كان هناك إنسان بالغ أصم وأعمى- وهو بالنتيجة أخرس- فان مستوى فهمه سيكون بمستوى فهم طفل عمره خمس سنوات حتى لو كان يحضى بدماغ بمستوى دماغ ابن سيناء؛ لأنَّ هكذا انسان يكون فاقداً لعمودين أساسيين من أعمدة العلوم العقلية وهما البصر والسمع.


[1] النحل: 78.

اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 195
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست