responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 188

إنّ الأرض تُسقى بماء واحد «يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحدٍ»، [1] لكنّ الثمار والفواكه والاشجار تنبت متنوّعة، فيخرج من هذا الماء أحلى الفواكه وأشدّها حموضة وأشد السموم مرارة، وأجمل الأزهار و ... هذه كلها من ماء واحد وتراب واحد. إنَّ قدرة الله عجيبة حقاً! لكن أسفاً للعادة لكونها تحجبنا وتمنعنا دون أن نفكر في هذا الكتاب الناطق لله.

2- كل ما في الكون مخلوق على أساسٍ من النظم‌

إنَّ الله جعل ماء المطر سبباً للبركة والعمران، وهو بذاته إذا زاد عن حدّه المتعارف سبب الدمار والكوارث، وإذا قلّ عن مقداره المتعارف سبّب الجفاف والقحط.

وهذا درس آخر للإنسان في أن يكون معتدلًا ومنتظماً في جميع مجالات حياته ويجتنب الإفراط والتفريط.

على الإنسان أنْ لا يفرط حتى في العداء والخصومة، ولهذا فرض الإسلام آداباً للحرب وهي عبارة عن أوامر جميلة ولطيفة محذراً من خلالها المسلمين التفريط في العداء. وعليه، فالمسلم يكون منتظما ومبرمجاً في جميع شؤونه.

3- قد تتبدّل النعمة إلى نقمة

أي قد يكون الشي‌ء الذي يمنح الإنسان الحياة هو بذاته يكون سبباً لدمار الإنسان وموته، وذلك بأمرٍ من الله تعالى. إن الماء يمنح الإنسان حياة في هذه الدنيا لكنّه قد يتبدل إلى سيل جارف وقاتل.

4- إذا جرى الماء كان سالماً وهنيئاً وذا طعم لذيذ

أمّا اذا ركد الماء تعفّن وتلوّث ويكون غير صالح للشرب. ففي هذه الحالة لا أنَّه لا يمنح الحياة فحسب، بل يكون سبباً للتلوّث. إنَّ الاموال والثروات ذات نفس الخصلة هذه،


[1] الرعد الآية 4.

اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 188
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست