responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 166

إنَّ الصنف الثالث وهم ذووا الأوعية الصغيرة أشخاص خطرون، كما أنَّهم مصداق للآية الشريفة «والَّذي خَبُثَ»، إلّا أنَّ الصنف الأوّل والثاني مصاديق للآية الشريفة: «البَلَدُ الطيَّبُ».

الفاعلية اكتسابية أم جبرية؟

قابلية القابل- التي هي شرط الكمال- اكتسابيه أم جبرية؟ وبعبارة أخرى: هل أنّ الله خلق بعضاً بقابلية ضخمة وخلق آخرين مع قابلية ضعيفة؟ إنّ قابلية القابل اكتسابية لا جبريّة؛ وذلك لأنّ القول بجبريتها يعني عدم ترتب الذنب على الشخص الذي ينبت قلبه الرياء بدل الاخلاص، وما عليه من عقاب، كما أنّه لا فائدة في بعثة الأنبياء.

من هنا نقول: إن الإنسان كلّما سعى لكسب التقوى والمعرفة الإلهية أكثر، كلّما استعدّ قلبه أكثر لقبول الوحي الإلهي والآيات القرآنية.

إنّ القرآن يُوكّد على كون الإنسان مخلوقاً بأفضل شكل وصورة «وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي أحْسَن تَقْوِيمٍ»، [1] ووفقاً لهذه الآية فانه لا فرق في خلق الناس، والهداية والضلالة يتوقفان على الإنسان ذاته. وحتى الشيطان لم يُخلق خبيثاً، ولذلك كان في صفوف الملائكة وعبد الله ستة آلاف عاماً. [2]

نعم، انَّ الناس يختلفون عن بعضهم البعض، ليس بمعنى أنَّ بعضهم خلق حسناً وبعضهم الآخر خلق سيئاً، بل في أن بعضهم خلق حسناً وبعضهم الآخر أحسن، لذلك قال رسول الله صلى الله عليه و آله: «الناس معادن كمعان الذهب والفضة». [3]

في النتيجة لم يخلق إنسان شقياً أو خبيثاً، وقابلية القابل اكتسابية لا جبرية. إنَّ المطر يهطل شفافاً وزلالًا لكنّه يتسخ عندما يلتقي بالأرض الوسخة، لكنه يبقى نظيفاً عندما يقع على‌


[1] سورة التين الآية 4.

[2] ميزان الحكمة، الباب 2005، الحديث 9365.

[3] بحار الأنوار 58: 65.

اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 166
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست