responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 151

أصل المعاد؛ فإنَّ المعاد يبتني على الاختيار. وعليه، إذا كان الناس جميعهم مجبورين ومسلوبي الاختيار فإنَّ الجزاء والجنة وجهنم والقيامة والمعاد كلها تكون مفاهيم دون معانٍ.

وفي النهاية، لا يمكننا أنْ نكون مسلمين بالاعتقاد بالجبر، كما لا يمكننا على أساسه قبول أصول الدين‌ [1] ولهذا على الشيعة أن تشكر الله على أنَّه لم يوقعها- ببركة الائمة المعصومين عليهم السلام- في وادي الجبر المظلم، كما لم يتركها تتسيب في صحراء التفويض المظلمة، بل سلك الله بالشيعة طريقاً بين المذهبين المنحرفين، وهو طريق الحق المستقيم والواضح.

إنَّ ما تدل عليه الآية هو: أنَّ الخطوة الأولى للهداية والضلالة يخطوها الإنسان نفسه، فاذا كانت هذه الخطوة باتجاه الهداية، فإنَّه سيكون مشمولًا للهداية الربانية، وإذا كانت هذه الخطوة باتجاه الضلالة فإنَّه سيكون مشمولًا للضلالة الربانية. سلمان الفارسي- مثلَاً- تحرك من إيران وخطى باتجاه منبع الهدى، وتحمّل في هذا السبيل المشاكل إلى مستوى أنّه أُخذ رقاً، لكن باعتبار أنّ خطاه الأولى كانت باتجاه الهداية، شملته هداية الله وشرح الله صدره ونال ما نال من جرّاء ذلك.

أما أبو جهل وأبو لهب فرغم أنَّهما كانا بجنب منبع الهدى، إلَّا أنَّ خطاهما الأولى كانت باتجاه العناد والعداوة، أي اختارا طريق الضلالة تبعاً للشيطان وأغلقا أعينهما وأسماعهما للحيلولة دون رؤية أو سماع الحق ونداءه، لذا شملتهما ضلالة الله وضيّق الله صدورهما وأظلمها.

وعلى هذا، فإنَّ الهداية والضلالة نتيجة لخطى الإنسان الأولى، والآية الشريفة كغيرها من الآيات لا تتنافى مع اختيار الانسان. [2]

2- الاعجاز العلمي للقرآن في آية المثل‌

رغم أنَّ المُفسرين يعتبرون جملة «كَأنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ» كناية عن الأمر المحال وغير


[1] هناك عوامل كثيرة أدت للاعتقاد بالجبر، للمزيد راجع كتابنا خمسين درساً في أصول العقائد، بالفارسية الصفحة 118 فما بعدها.

[2] للمزيد راجع كتاب خمسين درساً عقائدياً، الصفحة 137 فما بعدها.

اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 151
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست