responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 142

حتى عبدة الأصنام، وقد وصل خبر إيذاء الرسول صلى الله عليه و آله لحمزة بعد أن قدم من الصيد، فذهب إلى أبي جهل وضربه على أنفه بحيث رعف أنفه دماً، ورغم ما كان لأبي جهل من قوم وأنصار، إلّا أنه هاب حمزة، ولم يصدر منه أي ردّ فعل، وفي هذه الاثناء استسلم حمزة.

إنّ الآية نزلت هنا، وكأنها تريد القول: إنَّ حمزة حيى عندما أسلم، وبذلك تنوَّر قلبه، عكس ما كان عليه ابوجهل في تورّطه بالظلمات، وأنَّ تعصبه ولجّه حال دون الخروج منها.

الكفار يعتقدون بصحة أعمالهم ورفعة شأنها رغم أنهم يزدادون كل يوم غطساً في طين الشقاء والكفر. [1]

2- الشأن الآخر هو أنَّها نزلت في عمار بن ياسر وأبي جهل. إنّ عمار من الشباب الشجعان ومن أوائل الذين أسلموا ونوروا قلوبهم بالايمان، فهو من أنصار رسول الله صلى الله عليه و آله، وأصبح نصيراً للإمام أمير المؤمنين عليه السلام بعد وفاة الرسول صلى الله عليه و آله، وقد استشهد في صفين. [2]

عندما أسلم هذا الشاب ذمّه الكثير من المشركين، منهم أبو جهل، وقد تعرّض آنذاك لأنواع من العذاب. ومن هنا قيل: إنَّ الآية نزلت في إيمان عمار وكفر أبي جهل، باعتبار أنَّ عمار قبل الإسلام كان ميتاً وحيى بعد الإسلام وتنوّر قلبه به، أما أبو جهل فظل في وادي الظلمات باصراره على الكفر ولجه في ذلك، ولا أمل له في النجاح والسعادة؛ لأنَّه كان يعتبر أعماله القبيحة حسنة. [3]

ما هي الحياة؟

لأن نستوعب بعمق المثل الأوّل علينا أن نفهم معنى الحياة.

رغم أن آثار الحياة نجدها في كل مكان، ورغم أنّه يمكننا أن نميّز الحياة عن الممات، إلَّا أنَّ تعريف الحياة وإدراك حقيقتها أمر مشكل، وقد لا يوجد شخص استطاع إبداء تعريف جامع لحقيقة الحياة.


[1] انظر تفسير الأمثل 4: 401- 403.

[2] إنّ قتل عمار أوجد ضجة في معسكر معاوية، وذلك لأن الرسول صلى الله عليه و آله كان قد قال له: ( (تقتلك الفئة الباغية)) إثر ذلك كاد ان يرتد الكثير من معسكر معاوية، إلا أنّ معاوية أنقذ نفسه بالقول بأن قاتله هو من دعاه أو جاء به للقتال.

[3] انظر تفسير الأمثل 4: 401- 403.

اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 142
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست