responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 139

من بيوت المعارف. ثم أشار إلى صديقه وقال: إنّ الطريق الذي سلكه صديقي كان طريقاً صحيحاً، فهو سعى منذ البداية في تربية أولاده وتعاليمهم والاحكام الإسلامية وأرشدهم منذ الصغر إلى المساجد والحسينيات، وأولاده حالياً كالعصى بيد والديهم يحترمونهما ويؤدون واجباتهم تجاههما، إلّا اني أخطأت منذ أن فكّرت في إرسالهم للخارج وتعليمهم العلوم من دون الاكتراث بما قد يسي‌ء ذلك إلى تربيتهم. وحالياً عندما رجعوا إلينا وجدناهم لا يفكرون إلّا بأنفسهم ومصالحهم المادية، فلا يهتمون بشي‌ء غير المال‌ «وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلكِنْ كَانُوا أنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ». [1]

إنّ لطف الله ورحمته على العباد مثل الغيث الذي يهطل على الأراضي، ففي بعضها تنبت الزهور والنباتات، وفي بعضها الآخر تنبت الأدغال، والاشكال ليس في المطر بل في ذات الأرض. كما أنه لا اشكال في أنوار الهداية الإلهيّة، بل الاشكال في قلوب الناس. وعلى هذا، فإنَّ الفلسفة الاخرى لهذه الابتلاءات هي أنَّها ردود فعل لأفعالنا نحن. بالطبع هناك فلسفات اخرى لهذه الظواهر، نحن نكتفي هنا بالموردين السابقين.


[1] جاءت آيات كثيرة بهذا المضمون، منها الآية 57 من سورة البقرة، والآية 117 من سورة آل عمران والآية 9 و 16 و 162 و 177 من سورة الاعراف، والآية 70 من سورة التوبة والآية 44 من سورة يونس.

اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 139
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست