responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 135

هؤلاء المنفقين- وهي الشرك وعبادة الأصنام- مثل الريح الصر.

باء- المراد من ذلك هو الانفاق والبذل الذي يصدر من المسلمين المترائين لأجل بناء المساجد والحسينيات والمستشفيات والمستوصفات والجسور والطرق وما شابه ذلك، فهي إنفاقات ذات دوافع غير إلهية، وتنمُّ عن دوافع مثل المباهاة وجلب رضاء الناس لأجل الفائدة الأكبر في المستقبل. إنَّ إنفاق هؤلاء مثل الأرض الزراعية الخصبة، ونية المنفقين غير الخالصة مثل الريح الصر.

جيم- المراد منه هو الانفاق الذي يقترن مع المنِّ والإيذاء، فهو في الظاهر إنفاق وفي الواقع إذهاب لماء وجه الآخرين وسلب اعتبارهم. فالإنفاق آنذاك كالأرض الزراعية، أما المن والأذى فبمثابة الريح الصر فأنها تُبطل الانفاق، كما أن لها أضراراً دنيوية، وذلك لأنّه فقد ماله اضافة إلى انّه ارتكب ذنباً عليه عقاب. [1]

2- الإنتقام من كافر النعمة

يستفاد من الآية وآيات اخرى من القرآن المجيد أن الله ينتقم في كثير من الحالات من الذين يكفرون بنعمه ويطغون، فيجعل النعم وسيلة لعذابهم ويبدّلها إلى نِقمٍ (أي الموت في قلب الحياة).

كمثال على ذلك، الله أباد قوم نوح بواسطة المطر والطوفان، مع أنّ المطر قطرات تمنح الحياة لمن تصله، وهو من أكبر نعم الله تعالى على هذا القوم.

إنّ الغيث إذا لم ينزل ينتهي كل شي‌ء على وجه الأرض، فهو نعمة لكنه تبدّل إلى مصيبة على قوم نوح!

تحدّثت سورة سبأ عن قوم سبأ، والحكاية واقع وعبرة في نفس الوقت. إنّ هذا البلد يقع في مسير المياه الحاصلة من المطر، ولأجل الحدّ من أضرار الأمطار الغزيرة بنى هذا القوم سداً ترابياً لجمع المياه الزائدة والافادة منها عند الحاجة، وشقوا قنوات وسواقي من هذا السدّ إلى‌


[1] رغم أنَّ الاحتمالات الثلاثة غير متما نعة مع مضمون الآية الشريفة، إلّا أنّه باعتبار الآية السابقة لها فإنَّ الأول هو الأصح، وذلك لأن الآية السابقة (116 من سورة آل عمران) تصرّح بموضوعها، أي الكفّار.

اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 135
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست