responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 122

سؤال: قد يتمانع الحفاظ على القيم الأخلاقية مع التنمية الاقتصادية، فكيف يمكن الجمع بين هذه القيم والتنمية المطلوبة؟

الجواب: إنَّ نظامنا نظام قيمي، والمهم عندنا هو حفظ هذه القيم الاخلاقية، ونرى أنَّ الحفاظ على القيم لا يتمانع مع التنمية الاقتصادية، ومزجهما مع بعض سوف لا يؤدي إلى التخلف، بل انَّ الإقتصاد الذي لم يعتمد القيم الاخلاقية والذي ساد العالم أدّى إلى أضرار لا يمكن جبرانها.

ألم يكن هذا الاقتصاد غير القيمي هو السبب الاساس في نشوب الحرب العالمية الثانية؟

الحرب التي دمرت بعض الدول بالكامل وأنزلت ببعض اخر اضراراً جسيمة وأودت بحياة 30 مليون شخصاً و 30 مليون معلولًا، هذا بعض ما خلفته هذه الحرب واودعته في ذاكرتنا.

فهل الاقتصاد المتخلف- حسب تعبير اتباع المذهب المادي- أفضل أم الاقتصاد المتطّور؟!

ينبغي العلم أنَّ العالم لا يعمَّر ولا ينمو الا تحت ظل إقتصاد قيمي.

علي عليه السلام والهدية الليلية

بعد ما يذكر الامام علي عليه السلام قصة اخيه عقيل عندما طلب منه شيئاً من بيت المال يقول في الذي أراد إرشائه لاجل قضية حقوقية ما يلي:

«.. وأعجب من ذلك طارق طرقنا بملفوفة [1] في وعائها ومعجونة شنئتها [2] كأنما عجنت بريق حية أو قيئها، فقلت: أصلة أم زكاة، أم صدقة؟ فذلك محرم علينا أهل البيت. فقال: لا ذا ولا ذاك ولكنها هدية، فقلت: هبلتك الهبول! [3] أعن دين الله أتيتني لتخدعني؟ أمختبط [4] أنت ام ذو جنة [5] ام تهجر، [6] والله لو اعطيت الاقاليم السبعة بما تحت افلاكها على أنْ اعصي الله في نملة أسلبها جلب‌ [7] شعيرة ما فعلته وأنَّ دنياكم عندي لأهون من ورقة في فم جرادة


[1] نوع من الحلواء اهداها الاشعث بن قيس إلى علي.

[2] أي كرهتها.

[3] هبلتك: أي ثكلتك، والهبول المرأة لا يعيش لها ولد.

[4] أمختل نظام ادراكك؟

[5] من اصابه مس من الشيطان.

[6] أي تهذي بما لا معنى له في مرض ليس بصرع.

[7] قشرة الشعيرة.

اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 122
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست