responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 116

خطابات الآية

عقاب آكلي الربا في الدنيا والآخرة

اك بحث بين المفسرين في هل أنَّ التَشبيه لآكلي الربا في الآية تشبيه لمصيرهم في الدنيا؟

ام أنّ ذلك نوع من العقاب والعذاب الأُخروي؟

يستفاد من الروايات أنّ هذا النوع من المصير يتعلق بكلا العالمين. وقد نقلت رواية في تفسير (نور الثقلين) عن الامام الصادق عليه السلام يقول فيها: «آكل الربا لا يخرج من الدنيا حتى يتخبطه الشيطان»، [1] والعبارة الأخيرة تعني الجنون.

وفي رواية أخرى حكت موضوع المعراج‌ [2] أنَّ الرسول صلى الله عليه و آله قال:

«لما أُسري بي إلى السماء رأيت قوماً يريد أحدهم أنْ يقوم ولا يقدر عليه من عظم بطنه، قال: قلت: من هؤلاء يا جبرئيل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون الربا». [3]

نسبة الجنون إلى الشيطان‌

لماذا نسب الجنون إلى الشيطان في آية المثل؟

المستفاد من ظاهر الآية هو أنَّ الشيطان سبب الجنون عند الإنسان.

لكن الأبحاث العلمية أثبتت وجود أسباب أخرى للجنون لا علاقة لها بالشيطان، ومن هنا كانت للمفسرين آراء مختلفة في تفسير الآية، نشير إلى بعضها هنا.

الف- القرآن يخاطب الناس بما يتماشى مع عقائدهم؛ فإنّ الناس عصر النزول (العرب آنذاك) كانوا يعتقدون أنَّ الجنون من الشيطان، أو أنَّ الشيطان ينفذ في جسم الإنسان فيجن، ولهذا كان هذا التعبير القرآني كناية عن الجنون.

باء- المعنى الحقيقي للجملة هو المراد لا المعنى الكنائي، ونسبة الجنون للشيطان من حيث‌


[1] نور الثقلين 1: 291.

[2] إنَّ مسألة المعراج تعد من عقائد المسلمين، وقد عرج الرسول صلى الله عليه و آله إلى السماء عدة مرات، وللمزيد راجع تفسير الامثل 8: 343- 354، ومما يذكر هنا أنَّ جهنم والجنة التي شاهدهما الرسول كانتا برزخيتين.

[3] وسائل الشيعة ج 12، ابواب الربا، الباب الاول، الحديث 16.

اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 116
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست