responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 108

وبناء المستشفيات واعانة الايتام، وقد يقضي عمراً طويلًا في هذه الأعمال إلَّا أنه قد يحرقها ويُذهب بها مع الريح ليمحو آثارها وذلك بأن يتراءى بها. [1]

ويرى البعض أنَّ آية المثل لا تختص بالرياء، بل تشمل جميع الذنوب، فإنَّ الآية تحذّر المسلمين ليراقبوا أعمالهم وعباداتهم، ويحفظوها مما قد يدمرها ويحرقها من الذنوب.

وحسب هذه الاية، فانّ الإنسان إذا لم يراقب أعماله قد يبتلي بمصير هذا الشيخ الذي تضرر هو مع عياله وأولاده وأوقع مستقبل اطفاله بخطر. [2]

وبعبارة أخرى: يا إنسان! حافظ على أعمالك وعباداتك دائماً وبشكل مناسب وفكر بعاقبة امرك؛ وأنَّ حفظ العمل اصعب من اداء نفس العمل.

قال رسول الله صلى الله عليه و آله: «من قال لا إله الا الله، غرس الله بها شجرة في الجنة»، والحديث يعني أنَّ الإنسان كلما نطق بهذه الكلمة غرست له شجرة في الجنة.

والمستفاد من هذه الرواية هو أنَّ الجنة وكذا جهنم تبنى بواسطة أعمالنا، فهي ليست مبنية من ذي قبل.

قال رسول الله صلى الله عليه و آله: «من قال: سبحان الله غرس الله بها شجرة في الجنة. ومن قال: الحمد لله غرس الله له بها شجرة في الجنة. ومن قال: لا اله الا الله غرس الله له بها شجرة في الجنة.

ومن قال: الله اكبر غرس الله له بها شجرة في الجنة».

فقال رجل من قريش: يا رسول الله إنّ شجرنا في الجنة لكثير، قال: «نعم، ولكن إيَّاكم أنْ ترسلوا عليها نيراناً فتحرقوها وذلك أنَّ الله عزوجل يقول: «يَا أيُّهَا الّذِيْنَ آمَنُوا أطِيْعُوا اللهَ وأطِيْعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أعْمَالَكُم». [3]

ويقول الرسول صلى الله عليه و آله في حديث آخر: «العلماء كلهم هلكى إلَّا العاملون، والعاملون كلهم هلكى إلَّا المخلصون، والمخلصون على خطر». [4]


[1] انظر الأمثل 2: 216- 217.

[2] انظر مجمع البيان 2: 379.

[3] بحار الأنوار 90: 168.

[4] ميزان الحكمة، الباب 1032، الحديث 4768.

اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 108
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست