لنعمه التي لا تُحصى، وما شابه تلك الامور، الّتي بحثها علماء الأخلاق في
كتبهم، وعدّوها من الفضائل أو الرّذائل، فكلّ تلك الامور يمكن أن تدخل في الإطار
الفردي للسّلوك، وتصدق على الإنسان المعزول عن المجتمع ومن هنا يتبيّن أنّ الأخلاق
على قسمين: «أخلاقٌ فرديّةٌ» و «أخلاقٌ إجتماعيّةٌ». و من المعلوم أنّ الأخلاق
الإجتماعيّة، التي لها الثّقل الأكبر في علم الأخلاق، وصياغة شخصيّة الإنسان: تدور
حول هذا المحور، وإن كنّا لا ننسى أيضاً أنّ الأخلاق الفرديّة لها وزنها، و وضعها
الخاص بها) [1].
ولا شكَّ أنّ هذا التّقسيم، لا يقلّل من قيمة المسائل الأخلاقيّة، ولكنّه
يُقسّم المباحث الأخلاقيّة إلى درجاتٍ من حيث الأهميّة، ولا داعي لإتلاف الوقت في
معرفة وتمييز الأخلاق، هل أنّها فردية أم إجتماعية، وما أشرنا إليه آنفاً، يكفي
للإحاطة بمعرفةٍ إجماليّةٍ حول هذا الموضوع.
ولا يمكن انكار أنّ الأخلاق الفردية، لها تأثيرها غير المباشر في القضايا
الإجتماعية أيضاً.