responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاخلاق فى القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 53

بشكلها المادي، فان أفراده لا وسيلة لهم إلّاالقبول بنسبيّة الأخلاق، لأنّ المجتمع البشري يكون دائماً في حالة تغيّر وتحوّل، وعلى هذا فليس من العجيب في أمر هذه الجماعة أنّهم جعلوا الرأي العام للمجتمع، هو المرجع لتشخيص الحَسن و القَبيح من الأخلاق.

و نتيجةُ مثل هذه العقيدة، معلومةٌ و واضحةٌ قبل أن تظهر للوجود؛ لأنّها تُسبب في تبعيّة القيم الأخلاقية للمجتمعات البشريّة، و التّوافق مع الظّروف ومتغيرات وأحوال ذلك المجتمع، والحال أنّ المجتمع هو الذي يجب أن يتبع الاصول الأخلاقيّة: لِتُصلح مفاسده.

فمن وجهة نظر هذه الجماعة، أنّ وأد البنات و هنّ أحياء، في زمن المجتمع الجاهلي العربي القديم، هو أمر أخلاقي، وكذلك الغارات التي كانت تشنّها القبائل على بعضها البعض، و تعتبر عندهم من المفاخر، و لأجلها كانوا يُحبّون الأولاد ويقدّرونهم، حتى يكبروا و يحملوا السّلاح ليحاربوا مع آبائهم، فهي أيضاً أمر أخلاقي، وكذلك الجنسيّة المثليّة المتفشيّة في الغرب، تُعتبر من وجهة نظرهم أمراً أخلاقيّاً؟!

فالعواقب الخطيرة التي تحملها أفكار هذه المذاهب في حركة الواقع الإجتماعي، لا تخفى‌ على‌ عاقلٍ طبعاً.

ولكن في الإسلام، فإن المعيار الأخلاقي و الفضائل و الرّذائل، تُعيّن من قبل الباري تعالى‌، وذاته ثابتةٌ لا تتغير، فالمُثل و القِيم الأخلاقيّة ستكون ثابتةً و لا تتغير، ويجب أن تكونَ هي القاعدةُ الأصلُ للأفراد والمجتمع في سلوكهم الأخلاقي، لا أن تكون الأخلاق تابعةٌ لرغبات و مُيول المجتمع.

الموحدون يعتقدون أنّ الفطرة والوجدان الإنساني إذا لم تتلوث؛ فستبقى‌ ثابتةً أيضاً، بإعتبارها تمثل النّور المنعكس عن الذّات المقدسة للباري تعالى‌، وعلى هذا فإنّ الأخلاقيّات تعتمد على‌ الوجدان، و بعبارةٍ اخرى‌ فإنّ القُبحَ و الحُسنَ العَقليان: (المقصود العقل العملي لا النّظري)، يثبتان أيضاً.

الإسلام ينفي نسبيّة الأخلاق:

طرح القرآن الكريم في آياتٍ عديدةٍ كلمة «الطيّب والخبيث» بصورةٍ مطلقةٍ، ولم يجعل‌

اسم الکتاب : الاخلاق فى القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 53
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست