responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاخلاق فى القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 327

فهذه التّعبيرات و غيرها، تبيّن لنا دور و فعّاليّة مسألة التبرّي و التّولّي، في جميع البرامج الدّينية و الإلهيّة، ودليل هذا الأمر واضحٌ جدّاً، لأنّ الإنسان المؤمن، عندما يُحِبّ القُدوة الإلهيّةُ و الإنسان الكامل، لتقواه وإيمانه وفضائله الأخلاقية، فإنّ ذلك من شأنه، أن ينعكس على روحه و سُلوكه صفاتِ و سلوك هذه القدوة، و يدفعه لِلتأسّي بها في أعماله و حركاته و سَكناته!

و هذا هو بالفعل، ما يَصبو وَيدعو إليه علماء الأخلاق، بإعتباره أصلًا أساسياً في تهذيب و تربية النّفوس، و أنّ الإقتداء بالقُدوة الصّالحة، من شأنه أن يكون شرطاً أساسياً، لأن يسلك بالإنسان طريق الهداية و الصّلاح، في خطّ الإيمان و الإنفتاح على اللَّه تعالى.

و من الأدلّة المهمّة، التي أوردها القرآن الكريم، و أكّد عليها رسوله الكريم صلى الله عليه و آله، هو التّذكير بأَنبياء اللَّه تعالى و أفعالهم و تأريخهم و حياتهم، و الغَرض من ذلك كُلّه، الإقتداء بهم و إتّباع سيرتهم.

جديرٌ بالذّكر، أنّ كلّ إنسانٍ يحبُّ البطولات و الأبطال، و يحبُّ أن يَقتدي بأحد الأبطال، ليجعله اسوةً و قدوةً في حياته في جميع أبعاده المختلفة.

عمليّة إنتخاب مثل هؤلاء الأبطال، يؤثر على حياة الإنسان، من موقع صياغة الشّخصية و كيفيّة السّلوك، و على فرض حدوثِ تغيّرٍ في نظرة الإنسان نحو القُدوة، فَستتغير حياتُه بالكامل، تَبعاً لها.

و الكثير من الأفراد أو الشعوب، لمّا لم يُسعفهم الحظّ في إتخاذ القُدوة الصّالحة، تَوسّلوا بأبطالٍ مزيّفين، كَي يُعوّضوا النّقص الحاصل لديهم في هذا المجال، و أدخلوهم في ثقافتهم و تأريخهم، وألّفوا في سيرتهم الأساطير و الحكايات، و البطولات الخياليّة.

و البيئة و الدّعاية السّليمة أو المغرضة، لَها دورها في إختيار اولئك الأبطال، فيُمكن أن يكونوا من رجال الدّين، و السّياسة، أو وجوهٌ رياضيّةٌ أو تمثيليّةٌ.

و هذا الميل البَشري لِلأبطال، و القُدوات الإنسانية، يمكن أن يوجّه بالصّورة الصّحيحة، و يفعّل دوره في تربية الفضائل الأخلاقيّة و السّلوكيات الحسنة، في الحياة الفرديّة و الإجتماعيّة.

اسم الکتاب : الاخلاق فى القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 327
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست