responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاخلاق فى القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 265

و الفم، لتكوين و تأليف الأصوات بسرعةٍ فائقةِ دقيقةٍ جدّاً، حتى يصل إلى الحُنجرة، التي تقوم بتقطيعه وتقسيمه حسب الحاجة.

ثم إنّ قصّة وضع اللّغات البشريّة، و تعدّدها و تنوّعها هي قصةٌ عجيبةٌ و معقدةٌ، و تزيد من أهميّة الموضوع، «يقول بعض العلماء: أنّ عددَ لُغات العالم، وصل إلى حوالي (3000) لغة».

و نحن نعلم أنّ هذا العدد لن يتوقف عند هذا الحد، و أنّ عدد اللّغات في تزايدٍ مُستمرٍ.

فهذه النّعمة الإلهيّة، هي من أهم و أغرب و ألطف النّعم، و التي لها دورٌ فاعلٌ في حياة الإنسان وتكامله ورقيّه، و هي الوسيلة، لتقارب البشر وتوطيد العلاقات فيما بينهم، على جميع المستويات.

و قد إنعكست هذه المسألة، في الرّوايات بصورةٍ واسعةٍ، و منها ما وَرد عن أمير المؤمنين عليه السلام: «ما الإِنسانَ لَولا اللّسانُ إِلّا صُورَةٌ مُمَثَّلَةٌ أَو بَهَيمَةٌ مُهمَلَةٌ» [1].

والحقُّ ما قاله الإمام عليه السلام، لأنّه لولا اللسان فعلًا لَما إمتاز الإنسان عن الحيوان، وَ وَرد في حديثٍ آخر، عن الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله: «الجَمالُ فِي اللّسانِ» [2].

و نقل هذا الحديث بصورة اخرى، عن أميرالمؤمنين عليه السلام: «الجَمالُ في اللّسانِ والكَمالِ في العَقلِ» [3].

و نختم بحديثٍ آخرٍ عن عن الإمام علي عليه السلام، فقال: «إِنّ فِي الإِنسانِ عَشَرَ خِصَالٍ يُظْهِرُها لِسانُهُ، شاهِدٌ يُخْبِرُ عَنِ الضَّميرِ، وَ حاكِمٌ يَفْصِلْ بَينَ الخِطابِ، وَ ناطِقٌ يَرُدُّ بِهِ الجَوابَ، وَ شافِعٌ يُدْرِكُ بِهِ الحاجَةَ، وَواصِفٌ يَعْرِفُ بِهِ الأشياءَ، وَأَمِيرٌ يأمُرُ بِالحَسَنِ، وَ وَاعِظٌ يَنهى‌ عَنِ القَبِيحِ، وَمُعَزٍّ تَسْكُنُ بِهِ الأحزانُ، وَ حاضِرٌ (حامِدٌ) تُجْلى‌ بِهِ الضَّغائِنُ، وَ مُونِقٌ تَلَذُّ بِهِ الأَسماعُ» [4].

ولحسن الختام، نعرج على كتاب: «المحجّة البيضاء» في «تهذيب الأحياء».


[1]. غُرر الحِكم، الرقم (9644).

[2]. بحار الأنوار، ج 74، ص 141، ح 24.

[3]. المصدر السّابق، ج 75، ص 80، ح 64.

[4]. الكافي، ج 8، ص 20، ح 4.

اسم الکتاب : الاخلاق فى القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 265
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست