responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاخلاق فى القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 211

و توبةُ الأولياء من تلوين الخطرات.

و الخَواص من الإشتغال بغير اللَّه.

و توبة العوام من الذّنوب.

و كلّ واحدٍ منهم، يشتمل على نوعٍ من المعرفة و العلم، في أصل توبته، و مُنتهى أمره‌ [1].

9- معطيات و بركات التّوبة

إذا كانت التّوبة توبةً حقيقيةً و واقعيةً و نابعةً من الأعماق، فلابدّ من أن تقع مورد القَبول من قبل اللَّه تعالى، العَفوّ الغَفور، و ستنشر خيرها بركاتها على صاحبها في حركة الحياة، و تُغطَّي على ما صدر منه من معاصي، أدّت به إلى السّقوط في منحدر الضّلال و الزّيغ.

مثل هذا الإنسان، يعيش أجواء الحَذر الدّائم من مجالس السّوء و العصيان، و من كلٍّ عوامل الذّنب و الوساوس، و التّداعيات الاخرى، الّتي توقعه في و حلّ المعصية مرّةً اخرى.

و يعيش حالة الخجل و النّدم، و يدأب بإستمرار لتحصيل رضا اللَّه تعالى، و جبران ما فاته من الطّاعات.

هذه هي العلاقات الفارقة لهم، عن المتظاهرين والمرائين.

قال قسم من المفسّرين، في معرض تفسيرهم للآية الشّريفة: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً» [2].

قالوا: إنّ المراد من التّوبة النّصوح، هي تلك التّوبة التي تفعّل في الإنسان عناصر الخير من موقع النّصيحة، و تتجلى في روح التّائب على مستوى حثها له، للقضاء على جذور العصيان في باطنه، قضاءً تامّاً بلا رجعةٍ بعدها.

و فسّرها قسم آخر، بالتّوبة الخالصة، و قال آخرون إنّ: «النّصوح» من مادّة «النّصاحة»، و هي بمعنى الخِياطة و التّرقيع، لما حدث من تمزيق، وبما أنّ الذّنوب: الإيمان والدّين فتقوم‌


[1]. بحار الأنوار، 68، ص 31.

[2]. سورة التحريم، الآية 8.

اسم الکتاب : الاخلاق فى القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 211
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست