إنّ كلّ الأنبياء عندما يتقلدّون أعباء الرّسالة، فأوّل شيء يدعون إليه هو
التّوبة، لأنّه بدون التّوبة و تنقية القلب، لا يوجد مكان للتّوحيد والفضائل في
أجواء النّفس و واقع الإنسان.
فالنّبي هود عليه السلام، أوّل ما دعى قومه: إلى التّوبة و الإستغفار، فقال
تعالى: «وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ» [1]
و كذلك النّبي صالح عليه السلام، جعل التّوبة أساساً لعمله و دعوته، فقال
تعالى: «فَآسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ» [2].
ثم النّبيّ شعيب عليه السلام، الذي تحرك في دعوته من هذا المنطلق، فقال
تعالى: «وَ آسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ
وَدُودٌ» [3].
و دعمت الروايات ذلك الأمر، و أكّدت على وجوب التّوبة الفوريّة، ومنها:
1- وصية الإمام علي عليه السلام لإبنه الإمام
الحسن عليه السلام: