responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاخلاق فى القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 104

لإيقاع الإنسان في مستنقع الرّذيلة، و شراك الخطيئة.

هذا الرأي مقتبسٌ في الأصل، من حديث الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله، المعروف، عندما خاطب الرسول صلى الله عليه و آله، قومٌ من المجاهدين، رجعوا لتوّهم من الغزو فقال:

«مَرحَباً بِقَومٍ قَضَوا الجِهادَ الأَصغَرَ وَبَقيَ عَلَيهِم الجِهادُ الأَكبَرُ، فَقِيلَ يا رَسُولَ اللَّهِ، ما الجِهادُ الأكبرُ، قالَ: جِهادُ النَّفسِ» [1].

وجاء في البحار في ذيل هذا الحديث: ثُمّ قَالَ صلى الله عليه و آله:

«أَفضَلُ الجِهادِ مَنْ جاهدَ نَفْسَهُ الَّتي بَينَ جَنْبَيهِ» [2].

هذا وقد فُسّرت بعض الآيات التي وردت في دائرة الجهاد، بالجهاد الأكبر، إمّا لأنّها تخصّ الجهاد مع النفس، أو لمدلولها العام في حركة السياق القرآني، الذي يتناول القِسمين للجهاد.

وجاء في تفسير القمي، في ذيل الآية (6) من سورة العنكبوت: «وَمَنْ جاهَدَ فَإنّما يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ العالَمِينَ»، قَالَ عليه السلام: «و من جاهد نَفْسَهُ عَنِ الشَّهَواتِ وَاللَّذَّاتِ وَ المَعاصِي» [3].

ويمكن أن نستوحي هذا المعنى من هذه الآية، من حيث إنّ فائدة الجهاد تعود على الإنسان نفسه، ويتّضح ويتجلّى أكثر في الجهاد مع النفس، وخصوصاً أنّ الآية التي جاءت قبلها، تكلّمت عن لقاء اللَّه: «وَمَنْ كَانَ يَرجُوا لِقاءَ اللَّهِ ...»، ونعلم أنّ لقاء اللَّه، و الشهود و القرب منه، هو الهدف الأصلي للجهاد مع النفس.

و كذلك جاء في آخر آيةٍ من سورة العنكبوت: «وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُم سُبُلَنا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الُمحسِنِينَ».

وهذه الآية أيضاً ناظرةٌ حسب الظاهر إلى الجهاد الأكبر، وذلك لقرينة: (فينا)، و جملة:

«لَنَهْدِيَنَّهُم سُبُلَنا»، أو تتضمن مفهوماً عاماً يستوعب كلا النَّحوين من الجهاد.

وجاء أيضاً في الآية (78) من سورة الحج: «و جاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُم وَمَا


[1]. وسائل الشيعة، ج 11، ص 122 (باب 1، جهاد النفس).

[2]. بحار الأنوار، ج 67، ص 65.

[3]. تفسير القمي، ج 2، ص 148؛ بحار الانوار، ج 67، ص 65.

اسم الکتاب : الاخلاق فى القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 104
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست