ونخوض الآن
في هذا الموضوع وهو: هل تثبت أدلة ذلك الكاتب الهندي أنّ النبي الأكرم صلى الله
عليه و آله كان متعلماً؟ وهل تثبت أنّه كان قادراً قبل وبعد البعثة على القراءة
والكتابة وهل استغل تلك القدرة أم لا؟
نخوض الآن في
أدلة الكاتب المذكور:
1- يقول: لقد
ظن بعض المفسّرين بغية إثبات قدسية كتاب اللَّه وعدم تصرف النبي صلى الله عليه و
آله فيه إلى أنّه لم يكن يحسن القراءة والكتابة، والحال من بعث من جانب اللَّه لا
يتصرف مطلقاً في كلام اللَّه سواء كان متعلماً أم غير متعلم.
الجواب:
إنّ هذا الكلام عجيب وليس هنالك مثل هذا الرأي في المصادر المعتبرة لعلماء الدين،
وسمو الأنبياء الروحي والذي يصطلح عليه بالعصمة هو المانع الحقيقي من تصرفهم في
كلام اللَّه لا فقدانهم للعلم. نعم ذهب بعض المسلمين على ضوء الآية الشريفة
«الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِىَّ الْأُمِّىَّ ...»[2]. إلى تفسير الأمّي بالمعنى المذكور. وقد ارتكب الكاتب خطأين في
تفسيره لمعنى «الأمّي» وعلة وصف النبي الأكرم صلى الله عليه و آله بهذه الصفة؛
الأول أنّه اعتقد أنّ سبب اعتبار النبي أمّياً كان حفظ القرآن من التصرف من قبل
النبي صلى الله عليه و آله، والحال كانت العلة غير ذلك؛ والثاني تصوره أنّ معنى
الأمّي هو عدم القراءة والكتابة، والحال معنى الأمّي عدم التتلمذ وعلى ضوء اصطلاح
اللغويين (من لا يقرأ ولا يكتب» [3] والفارق بين
المعنيين كبير جدّاً.
2- يقول: وصف
القرآن النبي بالقول «وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ
...».[4] ولعل أدنى ما يلزم من يريد تعليم الآخرين مضمون
كتاب أن يمسك بالقلم ويكتب، أو على الأقل يقرأ ما خط بالقلم.