responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اجوبة المسائل الشرعيّة المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 86

وبناءً على ما تقدم فإنّ المعنى الابتدائي للخاتم ليس ما يتختم به في اليد، بل مفاده الأولي الوسيلة التي يختم بها الكتاب والوثيقة والسند، وإن اطلق على الخاتم المعروف لأنّهم كانوا يستفيدون منه في عملين. وتنتشر اليوم العديد من الأختام في البلدان العربية التي تصنع من الفلزات والجلاتين والتي تستعمل في ختم الكتب والوثائق الرسمية.

وعلى هذا الأساس يتضح معنى‌ «خاتم النبيين»؛ لأنّ مفاد ذلك أنّ محمد صلى الله عليه و آله شخصية ختمت به أبواب النبوّة التي فتحت بوجه البشرية منذ زمان آدم حتى زمانه، وقد انتهى هذا الفيض الإلهي إثر غنى المجتمع البشري عن نبي ودين جديد، وكما يعلن بالختم انتهاء مضامين الكتاب، فقد أعلن ببعث نبي الإسلام صلى الله عليه و آله انتهاء هذا الفيض واختتام هذه النبوّة الإلهية. وكأن وجوده بمثابة الختم الذي اختتم به هذا الباب وإلى‌ الأبد.

التصرف المستهجن في معنى الخاتم:

يبدو من المضحك ما أوردته بعض الفرق الضالة بشأن «خاتم النبيين» حيث حاولت اغواء اتباعها في أنّ المراد من «خاتم» في الآية هو هذا الخاتم، والهدف من تشبيه النبي بالخاتم بيان مكانته بين سائر الأنبياء؛ فكما يكون الخاتم زينة لليد، فإنّ نبي الإسلام كان زينة لسائر الأنبياء. ويبدو هذا التفسير على درجة من الضعف بحيث عمد زعيم هذا المسلك في بعض كتبه إلى‌ تفسير الخاتم بمعناه الصحيح وهجر ذلك التأويل الشاذ [1]. طبعاً لا يحق لمفسّر القرآن أن يبتدع ما يشاء من معانٍ للمفردات القرآنية، ويتحتم عليه مراعاة الاستعمالات اللغوية السائدة لدى العرب؛ والحال لم ترد لفظة الخاتم في العربية بمعنى الزينة قط، فلا يقال أبداً: إنّ فلان خاتم أخوته، على أنّه زينتهم، ولو كان الهدف كون النبي زينة الأنبياء لانبغى أن تكون الاستعمالات الشائعة من هذا القبيل ليقال إنّ نبي الإسلام‌


[1] إشراقات، ص 292.

اسم الکتاب : اجوبة المسائل الشرعيّة المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 86
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست