وَالَّذِينَ
هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ»[1] ويتضح ممّا
قيل إنّ الشيطان ليس وجوداً مستقلًا بالنسبة للَّه ولا خالقاً للشر، بل هو مخلوق
ضعيف كسائر المخلوقات، وإن تركه اللَّه لممارسة وساوسه فذلك لكي لا يمسّ أولياء
اللَّه منه سوء فحسب، بل ليبلغوا بمقاومتهم له أقصى درجات السمو والكمال.
وأمّا
الاعتقاد باللَّه وجبرئيل ومحمد صلى الله عليه و آله فلا يشبه نظيره لدى النصارى
بالأقانيم الثلاثة- اللَّه والابن والروح القدس- بأي شكل من الأشكال؛ فنحن نؤمن
بوحدانية اللَّه وأنّه خالق عالم الوجود وأنّ كل ما سواه حتى النبي محمد صلى الله
عليه و آله وجبرئيل وسائر الأنبياء والملائكة مخلوق للَّهوليس لهم من أنفسهم أي
اختيار في عالم الوجود، والكل عباده ومنقاد لقدرته.
وجبرئيل حامل
وحي اللَّه، ومحمد عبد اللَّه ورسوله وصفيه من خلقه. وقد أشار القرآن الكريم بصفته
مصدر جميع عقائدنا إلى هذه الحقائق على لسان أغلب آياته، كما أنّ الشريعة
الإسلامية السمحاء لم تتضمن أيّة عبارة لألوهية النبي الأكرم صلى الله عليه و آله
أو جبرئيل عليه السلام.