يقال كل أنشطة الإنسان بهدف الحصول على منفعة روحية ومادية أو دفع ضرر، حتى
تلك الطائفة من أعمال الإنسان من قبيل إعانة الفقراء وتربية الأبناء لا تشذ عن
القانون المذكور؛ ذلك لأنّ الإنسان إنّما يسكن روعه ويخلص نفسه من تأنيب الضمير
إثر مشاهدة هذه المناظر الرقيقة عن طريق مساعدتهم ومعاملتهم بالود والاحسان.
وبالنظر إلى هذا الدافع المحرك للإنسان في أنشطته وأفعاله كافّة هو الحصول
على النفع أو دفع الضرر، فكيف تعتبر بعض الأعمال نوعاً من الإيثار والتضحية؟
وعاطفة الإُم وحنانها من أسمى مظاهر التضحية والفداء، في حين تستمتع المرأة بهذا
الحنان والحبّ لولدها وتتعذب من الامتناع عن تربيته وملاعبته فكيف يمكن اعتبار
حنان الأُم عشقاً طاهراً وفعلها تضحية وفداء؟
الجواب:
يمكن الاجابة عن هذا السؤال بطريقين:
1- المراد من «الإيثار» و «التضحية» قيام الإنسان بعمل دون توقع العوض من
الفرد المقابل أو المجتمع. فرضاً يشعر شخص بالألم حين رؤيته لمشاهد الضعفاء
والمحتاجين