27- ما المراد من قوله: «يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ»؟
سؤال:
من مسلّمات أصولنا نحن المسلمون استناد أفعال اللَّه للعدل والحكمة، فما
المراد من قوله تعالى: «يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ
وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ» في الآية 93 من سورة النحل؟
فإنّ كانت الضلالة والهدي بإرادة اللَّه فكيف ينسجم ذلك مع العدل الإلهي في أن
يعاقبنا على الضلال ويثيبنا على الهدى؟
الجواب:
إنّ آيات القرآن تفسّر بعضها بعضاً، فالكثير من الآيات تتضح من خلال ربطها مع
بعضها.
والآية الواردة بشأن «الضلال والهدى» من هذا القبيل. وعليه لابدّ من معرفتها
على ضوء سائر الآيات الواردة بشأن الهدى والضلال. ورد في هذه الآية «يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ» وفي سائر الآيات كالآية 74 من سورة المؤمن «كَذلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الكَافِرِينَ» والآية 34 من سورة المؤمن «كَذلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ».
فهاتان الآيتان توضحان كيف يفقد الإنسان توفيق اللَّه ولطفه ويبتعد عن سبيل
السعادة والفلاح، ونستطيع بالاستناد إلى هاتين الآيتين أن نفهم معنى الآية الأولى
الواردة في