responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اجوبة المسائل الشرعيّة المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 464

بعض الأمور في الجواب:

1- قلنا كراراً بأنّ أحد موارد التحريف في التوراة هذا الزعم من أنّ الشجرة المحظورة كانت شجرة العلم والمعرفة أو الخير والشر أو الباصرة (وردت تعبيرات في ترجمة التوراة تعود جميعاً إلى‌ معنى واحد).

وعلى هذا الأساس- حسب صريح التوراة- فإنّ أول وأكبر ذنوب الإنسان ذنب العلم، ولعل هذا هو السبب الذي دفع بالقائمين على شؤون الكنيسة في القرون الوسطى و المظلمة إلى‌ محاربة العلم والمعرفة واتساع هذا الذنب! ويعتقدون أنّ آدم كان على جهل في اليوم الأول بحيث لم يخجل حتى من عريه وكشف عورته؛ ولكن حين أكل من الشجرة المحظورة (العلم والمعرفة) أصبح انساناً واعياً فطرد من الجنّة والرحمة!

حقاً أنّ هذه الأمور من خرافات عصور الظلام، فالقرآن على العكس يصرح بعلم آدم قبل سكنه الجنّة وقد تغذى كما ينبغي من شجرة العلم حتى أصبح معلماً للملائكة: «وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا» [1].

وعليه فآدم القرآن غير آدم التوراة. فأعظم قوّة لآدم كانت علمه وباصرته، وكان ذنب آدم الآخر العلم، فآدم هذا هو آدم الحقيقي وذلك آدم الجاهل بكل شي‌ء، وآدم هذا خلق من أجل العلم والمعرفة، بينما لا ينبغي لذاك أن ينفتح على العلم. وعليه فمن العجيب أن تعد التوراة المحرفة والقرآن واحداً بهذا الشأن.

2- تقول التوراة إنّ آدم وحواء كانا عريانين ولا يخجلان من عريهما. [2] وهذا النقل صحيح، ولكن أين ذلك في القرآن، بل بالعكس يصرح القرآن بلباسهما قبل الأكل من الشجرة ونزع عنهما بعد المعصية: «يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا» [3] وفي آية أخرى: «فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِىَ لَهُمَا مَا وُورِىَ عَنْهُمَا» [4].


[1] سورة البقرة، الآية 31.

[2] وكان آدم وزوجه عريانين ولا يخجلان (سفر التكوين، الفصل الثاني، الجملة 25).

[3] سورة الاعراف، الآية 27.

[4] سورة الاعراف، الآية 20.

اسم الکتاب : اجوبة المسائل الشرعيّة المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 464
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست