لم وردت كلمة السمع مفردة في هذه الآية والقلب والبصر بصيغة الجمع: «خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ
وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ ...»؟[1].
الجواب:
قال بعض المفسّرين: السمع هنا بمعنى مصدري وأن يضاف إلى كلمة استفيد منها
معنى الجمع والعموم فلا حاجة لجمعه، بينما ورد القلب والبصر بمعنى الاسم «عضو خاص»
فجاء بصيغة الجمع.
وذهب البعض من المحققين في بيانهم للفارق بين التعبيرين، أنّ الإنسان يدرك
عدّة أشياء بقلبه وفكره كما يتحسس ببصره مختلف الألوان والأشكال، وحيث مدركات هذين
العضوين متعددة فكان لكل فرد منّا قلوب وأبصار، بينما لا نسمع بالأذن سوى الأمواج
الصوتية ولذلك ورد بصيغة الفرد. صحيح أنّ الأصوات متنوعة، إلّاأنّ تنوعها ليس
كتنوع ما يرى بالبصر من أشياء، وهكذا ما يدركه الإنسان بقلبه.