ما المراد بالآية الشريفة «فَلَا
أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ* الْجَوَارِ الْكُنَّسِ»؟[1]
الجواب:
«الخُنَّس»: تعني لغوياً الرجوع، و «الكُنَّس»: الخفي والجوار جمع جارٍ، والمراد من هذه الآيات كما تشهد
ما قبلها وما بعدها من آيات وأيّده المفسرون، الكواكب السيارة التي ترى بالعين
(عطارد والزهرة والمريخ والمشتري وزحل) وهي في حركة وتظهر أحياناً وتغيب أخرى. ويلفت
القرآن الانتباه إلى وضعها الخاص والاستثنائي وحركتها وعظمة خالقها بواسطة القسم
بها.
كما ينبغي الإلتفات إلى هذه النقطة وهي أنّ علماء الفلك اصطلحوا عليها
بالنجوم «المُتَحَيِّرة» لأنّها لا تتحرك على خط مستقيم، ويبدو أنّها تسير مدّة ثم تعود، ومن ثم تواصل
مسيرتها، وقد وردت عدّة أبحاث في كتب الهيئة بشأن أسباب ذلك. ولعل الآيات المذكورة
التي وصفت هذه النجوم (بالجوار الكنس) أشارت إلى خط السير المتأرجح لهذه