responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اجوبة المسائل الشرعيّة المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 274

شي‌ء في سبيل اللَّه، كما فعل ذلك العبد الصالح، وهذا قبس من أسرار الذبح في منى.

والآن لابدّ أن نرى رأي الإسلام بهذه الأضاحي، وما وظيفة المسلمين بهذا الخصوص؟

للجواب عن هذا السؤال، نرى من الضروري الرجوع إلى‌ القرآن، حيث تضمّنت سورة الحج آية تأمر جميع من كان في منى يوم الأضحى بالذبح فقالت: «وَأَطْعِمُوا البائِسَ الفَقيرَ» [1]، وفي آية أخرى‌: «فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا القانِعَ وَالمُعْتَرَّ» [2].

وأوصت الرسائل العملية حجاج بيت اللَّه الحرام بجعل لحم الشاة ثلاثة أقسام: قسم لهم وآخر للمؤمنين وثالث للمحتاجين. وتفيد هذه التعليمات أنّ المراد من ذبح الحيوانات بالإضافة إلى‌ سلسلة الفوائد المعنوية المذكورة سابقاً، هو أن يكون هنالك استهلاك صحيح لهذه الذبائح وأن لا يفعل ما يؤدّي إلى‌ الاسراف والتبذير.

واليوم وظيفة الحجاج والدول الإسلامية اتخاذ بعض التدابير للاستفادة الصحيحة من هذه اللحوم، وهذه الوظيفة الإسلامية تنسجم مع سائر الأهداف. فلابدّ من إنشاء برادات مجهزة بدلًا من دفنها تحت التراب ليتمّ الاستفادة منها كما بين القرآن الكريم. ففي السنوات السابقة التي لم يكن الحجاج بهذا العدد، كانت اللحوم تستهلك بصورة صحيحة، وعليه لما تطورت اليوم وسائل النقل والمواصلات، فلابدّ من توظيف بعض الوسائل الحديثة للحيلولة دون اتلاف هذه اللحوم والأخذ بنظر الاعتبار الأهداف الإسلامية وأن تمنع أنواع التبذير والاسراف كافّة، وإن كان هنالك من تقصير فإنّما يتحمل مسؤوليته المسلمون.


[1] سورة الحج، الآية 28.

[2] سورة الحج، الآية 36.

اسم الکتاب : اجوبة المسائل الشرعيّة المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 274
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست