responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اجوبة المسائل الشرعيّة المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 135

د) وردت أمور ثلاثة أثر نزول‌ «فارقليط» هي: (أنّه يلزم‌ [1] العالم بالذنب والصدق والإنصاف؛ بالذنب لأنّهم لا يؤمنون بي) (8: 16). وتعلم على ضوء عقيدة المسيحيين أنّ «روح القدس» نزل على الحواريين بعد 50 يوماً من صلب عيسى وأنّه لم يلزمهم قط بالذنب والصدق والإنصاف، ويستفاد من ذيل الآية أنّه ينزل على المنكرين لا الحواريين الذين لا يكذبون المسيح قط. لكن إن قلنا إنّ المراد نبي الإسلام الموعود، فإنّ كل هذه الخصائص مجتمعة فيه.

ه) «سيشهد فارقليط لي- المسيح-» (26: 15).

«سيخبركم بالمستقبل وسيثني علي» (13: 16).

فالشهادة للمسيح تكشف أنّه ليس الروح القدس، لأ، الحواريين ليسوا بحاجة لتصديقه، كما أنّ المراد من أنّه سيمنحه الجلال، فهو المدح والثناء من النبي الموعود للمسيح وإكماله شريعته، فأي جلال أعظم من هذا.

ولعل تأمل هذه القرائن يرشدنا إلى‌ الحقيقة التي توصل إليها محققو الإسلام، طبعاً لا تقتصر القرائن على ما ذكر، وهنالك الكثير.

وفي الختام ننقل موضوعاً أوردته الموسوعة الفرنسية الكبرى: ج 23 ص 4174 بهذا الشأن حيث جاء فيها:

«محمد مؤسس الدين الإسلامي ورسول اللَّه وخاتم النبيين؛ وكلمة محمد تعني كثير الحمد ومن مادة حمد بمعنى التجليل والتحميد. والاسم الآخر المشتق من مادة حمد هو أحمد والذي يحتمل أنّ مسيحيي الحجاز استعملوه بحق فارقليط. وهكذا ذهب المفكرون‌


[1] وردت في اغلب الأناجيل القديمة توبيخ بدل" يلزم" والعبارة الثانية اوضح وانسب؛ فبعض المفسرين والكتاب المسيحيين حين يصلون هذه العبارة ويرون انها لاتنطبق على الروح القدس، يزعمون بكل ذهول أنّ المراد من رئيس العالم هو الشيطان الذي يلزم الناس بالذنب والشاهد على ذلك أنّ المسيح قال في الآية 30، سوف يأتي رئيس العالم وليس له من سبيل إلى‌، اي لايستطيع التغلب على المسيح. فهذا التفسير لا يعدو كونه فكرة شيطانية؛ لأنه لو افترضنا أنّ رئيس العالم سيلزم العالمين بالذنب فكيف سيلزمهم بالصدق والإنصاف؟

اسم الکتاب : اجوبة المسائل الشرعيّة المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 135
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست