ولا يعرفونه، لكنه يعرفكم، لأنّه سيبقى معكم وبينكم» [1].
«لقد قلت لكم هذا الكلام حين كنت
معكم، إلّاأنّ ذلك" فارقليط" الذي سيبعثه الأب بأسمي، سيعلمكم كل شيء
وسيذكركم بكل ما قلته لكم» [2].
«لقد أخبرتكم به قبل ظهوره لتؤمنوا به
حين ظهوره» [3].
«سابعث لكم من جانب الأب ذلك الفرقليط
وسيشهد لي فهو روح الصدق» [4].
«أقول بحق من المفيد لكم أن أذهب ولو
لم أذهب فإنّ ذلك «الفارقليط» سوف لن يأتيكم، فإن ذهبت سأبعثه لكم، فإن جاء سيلزم
العالمين بالذنب والصدق والإنصاف:
بالذنب لأنّهم لا يؤمنون بي، وبالصدق لأنّي أذهب إلى أبي، وسوف لن ترونني،
وبالإنصاف لأنّ الحكم سيجرى على رئيس هذا العالم، وسيكون لدي الكثير لأقول، لكنكم
لا تستطيعون تحمل ذلك الآن، لكنّه إن جاء سيرشدكم إلى الحقيقة لأنّه لا ينطق عن
نفسه، بل سيتكلم بكل ما يسمع. وسينبئكم عن المستقبل وسيثني عليَّ، لأنّه سيجزيكم
بكل ما يجده مني. كلما كان من الأب فهو مني ولذلك قلت لكم سيجزيكم بكل ما يأخذه
مني». [5]
ولدينا هنا قرائن واضحة في أنّ المراد من «فارقليط هو النبي محمد» الذي يأتي بعد
المسيح لا روح القدس:
1- لابدّ من الألتفات أولًا إلى أنّ المستفاد من بعض التواريخ المسيحية أنّه
كان من المسلّم بين مفسّري الإنجيل قبل انبثاق الدعوة أنّ فارقليط هو النبي
الموعود، حتى استغله البعض وزعم أنّه الفارقليط الموعود. مثلًا: «منتسر» المرتاض
الذي عاش في القرن
[1] انجيل يوحنا، الباب 17، 16، 15،
14، الذي طبع عام 1837 م في لندن كما نقلنا سائر العبارات من هذه الطبعة، وطبقناها
مع التراجم الأخرى بغية حصول الإطمئنان.