يجب أن تبقى
تنتظِر دورها، كالمُسافرين ينتظرون الحافلات داخل المدن الكبيرة، و ماذا سيكوِن
مصير الرّوح التي فقدت جِسمها الأوّل، في الفترة التي يتأخَّر فيها حُصولها على
الجسم الثّاني؟!.
هل يستطيع
أحد أن يدّعي، أنّ عدَد الوِلادات التي تنعقد نُطفهم، يعادل عدد الوفيّات دائماً،
في الوِقت الّذي نرى فيه خِلاف ذلك، بدليل إحصاء الحروب و التَّدمير النّاشِىء من
السيّول و الزّلازل. [1]
هذا كلِّه
دليلٌ على ضَعف و خَطأ هذه العقيدة الخُرافيّة، و أنّ الإسلام و الأديان السّماوية
الأخرى، قد ابطلت هذه العقيدة و أتبَتَت زيفها.
[1]. العديد من أتباع عقيدة التّناسخ و عودة
الأرواح، يقولون أنّه لا مانع من أن تبقى الأرواح و من ثم تعود إلى هذا العالم في
جسمٍ ثان، بناءً على ذلك فإنّ هذا الموت العام و الشّامل، سوف لن يوجد أيّ إشكال
في عودة الأرواح إلى هذه الدنيا، ولكن هذا الجواب لا يحلّ مشكلة هؤلاء أبداً،
لأنّه لو سلّمنا بأنّ الروح في حاجة إلى التّكامل و العودة المجدّدة إلى هذا
العالم، فلن يكون هناك دليل على بقائها فترةً تائهةً و منتظرةً في عالم الأرواح،
بل يجب عليهما العودة سريعاً إلى نقطة بعد إِنفِكاركها من البدن الأوّل. و في
الواقع أنّ بقاء الأرواح، هكذا في عالم الأرواح، كبقاء الطالب عندما ينهي دراسة
الصّف الأوّل، ثم ينتظر ثلاثين عاماً بعد، هل يعود إلى الصف الثانى؟، و هذا هو
عينُ الحَماقة و عجز الرّأى!.