و معنى هذا
الحديث أن القرآن الكريم مصون من الخطأ و الاشتباه، و لذلك فإنّ الشخص الذي يتحرك
في خط القرآن فإنّه مصون من الوقوع في الخطأ أيضاً، إذن فلا بد أن يكون أهل البيت
معصومين أيضاً من الخطأ و الاشتباه كيما يصحّ التمسّك بهم و يكون التحرّك في خطّهم
مصوناً من الوقوع في أشكال الزلل و الزيغ و إلّا فلا معنى أن يكون أهل البيت غير
معصومين و الشخص الذي يسير في خطّهم و يتبعهم يكون مصوناً من الوقوع في الخطأ.
إذن فطبقاً
لهذه الرواية فإنّ أهل البيت معصومون، و كما تقدّم في شرح الآية الشريفة
«أَطِيعُوا اللَّهَ ...» يجب أن يكون هذا الفرد المعصوم معيّن
من قبل اللَّه تعالى، و هذا يعني أن الأئمّة المعصومين معيّنون و منتخبون بأفرادهم
من قبل اللَّه تعالى.
أهمية حديث
الثقلين
إن حديث
الثقلين يعتبر من الأحاديث المهمّة جدّاً في دائرة موضوع الولاية و الإمامة بحيث
لا نجد نظيراً له بين الروايات و الأحاديث الواردة في هذا الشأن، فهذا الحديث من
جهة الدلالة قويٌّ جدّاً و صريح، و من جهة السند فإنّ الرواية متواترة و مذكورة في
جميع مصادر الفريقين (السنّة و الشيعة) بشكل واسع، و يستفاد من مجموع الروايات
الواردة في هذه المصادر أن النبي الأكرم صلى الله عليه و آله لم يتحدّث بهذا
الحديث مرّة واحدة بل تكرر منه ذلك مرّات عديدة، و الرواية أعلاه وردت في المصادر
الأصلية و المعتبرة للشيعة (تهذيب الأخبار، الاستبصار، الكافي، من لا يحضره
الفقيه) [1] و في مصادر أهل السنّة (الصحاح الستّة) أيضاً. و
هذه الصحاح الستّة عبارة عن:
1-
«صحيح البخاري» الذي يعدُّ أهم كتاب من بين هذه الصحاح الستّة و كاتبه هو «البخاري»
الذي توفي سنة 256 هجرية.
[1] «التهذيب» و «الاستبصار» من تأليف الشيخ
الطوسي، و «من لا يحضره الفقيه» من تأليف الشيخ الصدوق، و «الكافي» للشيخ الكليني،
و هؤلاء الثلاثة من أساطين علماء الشيعة، و الجدير بالذكر أن ما يقال من أن هذه
الكتب الأربعة من المصادر المعتبرة لدى الشيعة لا يعني أن جميع رواياتها صحيحة و
معتبرة و لا حاجة إلى التحقيق في سندها، بل المراد أن أغلب روايات هذه الكتب
معتبرة، و يتبيّن ذلك بعد التحقيق في اسنادها.