responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : آيات الولاية في القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 85

يكون مضافاً إلى اجتنابه الذنوب الكبيرة و الصغيرة فإنّه يجتنب المكروهات أيضاً، و هكذا يتدرج الإنسان المؤمن في مراتب التقوى إلى أن يبلغ الذروة و هي مرتبة العصمة المطلقة من الذنوب و الخطأ و الاشتباه، و عليه فإنّ العصمة لا تعني الجبر كما يتوهم البعض بل هي أعلى مرتبة من مراتب التقوى.

ب) إنّ اولي الأمر المعصومين كما تقدّم آنفاً لا يمكن أن يكونوا جميع الامّة الإسلامية أو العلماء و المفكرين من وكلاء و نوّاب الامّة أو أكثريتهم بل يجب أن يكون المعصوم شخصاً خاصاً و فرداً معيناً منهم.

ج) بما أن العصمة مرتبة معنوية عالية و درجة كاملة من التقوى فإنّه لا يمكن للناس تشخيص المصداق لهذا المعيار، و لذلك فإنّ اولي الأمر يجب أن يعيّنوا من قبل اللَّه تعالى أو النبي الأكرم صلى الله عليه و آله، و هكذا يقوم كلّ معصوم بتعيين المعصوم الذي يليه للناس.

و النتيجة هي‌ أوّلًا: يجب أن يكون اولو الأمر معصومين.

ثانياً: يجب أن يكون المعصوم فرداً خاصاً و معيّناً.

ثالثاً: إنّ تعيين المعصوم من اولي الأمر يجب أن يكون من قبل اللَّه تعالى.

و هنا يجب التوجه إلى القسم الثاني من هذا البحث، أي الروايات الواردة في شأن نزول الآية الشريفة لنرى هل أن هذه الروايات عيّنت مصداق اولو الأمر للمسلمين؟ و هل أن اللَّه تعالى أو نبيّه الكريم قد نصب هذا القائد المعصوم للناس؟

تفسير الآية في ظلال الروايات‌

هناك روايات متعددة في دائرة تعيين المعصوم المراد من الآية «أَطِيعُوا اللَّهَ ...» و أهمها «حديث الثقلين».

و طبقاً لما ورد في هذا الحديث فإنّ النبي الأكرم صلى الله عليه و آله صرّح للمسلمين في أواخر عمره الشريف و قال:

«إنّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمُ الثِّقْلَيْنِ ما إنّ تَمَسَّكْتُمْ بِهِما لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي ... كِتابَ اللَّهِ ...

وَ عِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي». [1]


[1] ميزان الحكمة: الباب 161، حديث 917.

اسم الکتاب : آيات الولاية في القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 85
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست