responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : آيات الولاية في القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 81

الجواب: الظاهر أن الآية الشريفة أطلقت وجوب إطاعة اولي الأمر و لم تقيّدها بقيد و شرط معيّن، و ببيان آخر أن إطاعة اولي الأمر في الآية الشريفة لم يقيد بعدم الاشتباه و الخطأ الحاصل لدى اولي الأمر، و ببيان ثالث كما أن إطاعة اللَّه و رسوله واجبة مطلقاً فكذلك إطاعة اولي الأمر أيضاً قد وردت في الآية بصورة مطلقة، و عليه فلا بدّ أن يكون اولو الأمر من المعصومين لأن إطلاق وجوب الإطاعة لا يصحّ إلّا إذا كان المطاع معصوماً، لأنه لا يصحّ فرض طاعة الشخص الذي يرتكب الخطأ و الاشتباه في أحكامه، و لذلك نحن نعتقد بأن القاضي إذا أخطأ في إصدار حكمه و علم أحد طرفي الدعوة بخطإ القاضي في صدور الحكم له على صاحبه، فلا يمكنه بمجرد إصدار القاضي لحكمه أن يتملك ما حكم له أو يلقي بالذنب على صاحبه.

و حتّى مراجع التقليد الذين يجب على المكلّفين تقليدهم لو أنهم أخطئوا في مسألة من المسائل فإنه لا يجب اتباعهم و طاعتهم في هذه المسألة كما في رؤية الهلال إذا لم يثبت لمرجع التقليد رؤية الهلال في الليلة الثلاثين من شهر رمضان المبارك و حكم بصوم اليوم الثلاثين و لكنّ بعض المقلِّدين يرى‌ بعينه هلال شوّال في الليلة الثلاثين، فهنا لا يمكنه التمسّك بفتوى مرجعه و اتباعه في صوم اليوم الثلاثين بل يجب عليه أن يفطر في ذلك اليوم لأنه يعلم بخطإ المرجع في هذه الفتوى‌.

و على هذا الأساس فإنّ الإطاعة المطلقة لا تصحّ إلّا من المعصومين، و بما أن الآية الشريفة ذكرت إطاعة اولي الأمر بصورة مطلقة فلذلك نعلم بأن اولي الأمر يجب أن يكونوا من المعصومين.

اختلاف النظريات حول معنى اولو الأمر

أما بالنسبة إلى تفسير و معنى كلمة اولي الأمر، فكما تقدّم هناك نظريات مختلفة في هذا المجال و نشير إلى بعضها:

الأوّل- المراد من اولي الأمر قادة الامّة: فإن كلُّ من استلم زمام الحكم في المجتمع الإسلامي يطلق عليه «اولي الأمر» و يجب إطاعته بصورة مطلقة حتّى لو أنه تسلّم هذا

اسم الکتاب : آيات الولاية في القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 81
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست