و إمام
الامّة و لكن جميع هذه المعاني لا تكون فعلية للإمام عليّ عليه السلام إلّا بعد
رحيل الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله.
مضافاً إلى
ذلك فإنّ مسألة تعيين الخليفة لا تختص بهذه الآية الشريفة بل إنّ النبيّ الأكرم
صلى الله عليه و آله و طيلة زمن نبوته 23 سنة كان يذكر مسألة الوصية بالخلافة
للإمام علي عليه السلام دائماً، و أوّل مورد لذلك هو ما ورد في حديث يوم الدار، و
ذلك عند ما تحرك النبي الأكرم صلى الله عليه و آله بعد ثلاثة سنوات من الدعوة
السرية إلى الإعلان و الإجهار بإبلاغ الرسالة و في أوّل خطوة لذلك جمع قادة قريش و
دعاهم إلى ضيافته و بعد أن انتهوا من تناول الطعام طرح مسألة النبوّة و الرسالة و
قال لهم في آخر المطاف:
أَيُّكُمْ
يُوازِرُنِي عَلى هذَا الْامْرِ.
فلم يكن يجيب
بالإيجاب على هذا الطلب سوى أمير المؤمنين عليه السلام، فما كان من رسول اللَّه
إلّا أن قال له في ذلك المجلس:
«انْتَ وَصِيّي».
في حين أن
النبي الأكرم كان على قيد الحياة، و ما ذا يصنع بالوصي و الخلافة في ذلك الوقت؟
النتيجة أن
الجواب على مثل هذه الإشكالات و الشبهات واضح، و في الحقيقة أنها لا تعدو سوى حجج
و تبريرات غير منطقية و بعيدة عن خط الحقّ و الإنصاف.
الإشكال
السابع: ما هو المراد من الزكاة؟
رأينا أنّ
البعض أورد حجج و شبهات مختلفة حول دلالة آية الولاية بحيث أنهم ذكروا شبهات لكلِّ
كلمة من كلمات الآية محل البحث من قبيل «إنّما»، «وليّ»، «راكعون»،
«الزكاة» فكلّها وردت في حقها إشكالات و شبهات.
و يتساءل
الفخر الرازي و آخرون: ما المراد من الزكاة في هذه الآية الشريفة؟ هل المقصود
الزكاة المستحبة أو الواجبة. و معلوم أنه ليست لدينا زكاة مستحبة، و عليه فإنّ
المراد من الزكاة هنا هو الزكاة الواجبة، و إذا كان كذلك و قلنا بأن الآية الشريفة
نزلت في