responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : آيات الولاية في القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 71

أبي طالب» الذي تصدّق في ركوعه فلا يوجد محذور في مثل هذا الاستعمال بل يدلُّ على عظمة هذا العمل الذي قام به الإمام علي عليه السلام.

الإشكال السادس: ما ذا تعني ولاية الإمام عليّ عليه السلام في حياة النبي صلى الله عليه و آله؟

الإشكال الآخر الذي أورده الفخر الرازي و آخرون هو: «أنا لو حملنا الولاية على التصرف و الإمامة لما كان المؤمنون المذكورون في الآية موصوفين بالولاية حال نزول الآية، لأن علي بن أبي طالب كرم اللَّه وجهه ما كان نافذ التصرف حال حياة الرسول، و الآية تقتضي كون هؤلاء المؤمنين موصوفين بالولاية في الحال. أما لو حملنا الولاية على المحبة و النصرة كانت الولاية حاصلة في الحال، فثبت أن حمل الولاية على المحبة أولى من حملها على التصرف» [1].

الجواب: و جواب هذا الإشكال واضح لأن ولاية الولي و الوصي و الخليفة تكون بالقوّة لا بالفعل، و أساساً فإنّ هذا المطلب موجود ضمن سياق الآية الشريفة حيث إنّ زكريّا الذي طلب من اللَّه تعالى الولي و الوارث و استجاب اللَّه تعالى لطلبه و أعطاه يحيى‌ [2] فهل أنّ يحيى كان وارثاً و وليّاً لأبيه في حياة زكريا أو أن ذلك تحقّق له بعد وفاة الأب؟

من الواضح أن هذه الامور تحققت له بعد وفاة أبيه.

و هذه المسألة سائدة في العرف و سيرة العقلاء، فمن يكتب وصية و يعين وصياً له فهل أن هذا الوصي له ولاية و اختيار قبل وفاة صاحب الوصية أو أن هذه الوصية تتعلق بما بعد الوفاة؟ الفخر الرازي كان قد كتب وصيته حتماً و قد عيّن وصياً له، فهل أن ذلك الوصي و هذه الوصية كانت فعلية في زمن حياته أو بعد مماته؟ و أكثر من ذلك فإنّ جميع القادة و الزعماء و الملوك في العالم يتحركون في أواخر حياتهم لتعيين خليفة لهم، و لكنّ هؤلاء الخلفاء لهم لم يكونوا أصحاب قدرة فعلية في حياة هؤلاء الملوك و الزعماء بل كانت قدرتهم و مسئولياتهم تتحقق لهم بعد وفاة القائد الفعلي.

و على هذا الأساس فإن الولاية في الآية الشريفة جاءت بمعنى القيّم و صاحب الاختيار


[1] التفسير الكبير: ج 12، ص 28.

[2] سورة مريم: الآية 5 و 6.

اسم الکتاب : آيات الولاية في القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 71
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست