responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : آيات الولاية في القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 67

خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ».

ففي هذه الآية الشريفة نقرأ عبارات من قبيل‌ «الّذين، ينفقون، أموالهم، فلهم، أجرهم، ربّهم، عليهم، هم، يحزنون» فكلّها جاءت بصيغة الجمع و لكنّ الكثير من المفسّرين قالوا بأن المراد منها هو الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام الذي كان ينفق بالليل و النهار و سرّاً و علانيةً، و طبقاً لرواية واردة في هذا المجال أن الإمام كان يمتلك أربعة دراهم فتصدّق بأحدها ليلًا و بالآخر نهاراً و بالثالث علانية و بالرابع سرّاً فنزلت الآية أعلاها لتشير إلى شأن هذا الإنفاق‌ [1].

سؤال: هل يعقل أن تنزل آية قرآنية على بعض الأعمال الجزئية من قبيل إنفاق أربعة دراهم؟

الجواب: إنّ المهم في نظر الإسلام هو كيفية العمل لا مقداره، و عليه فإذا كان العمل قد أتى‌ به المكلّف بإخلاص بالغ فيمكن أن تنزل آية قرآنية حتّى على إنفاق أقل من أربعة دراهم و لو أن شخصاً أنفق جبلًا من ذهب و لكن لم يكن يتزامن مع الإخلاص و التوجّه القلبي إلى اللَّه تعالى فليس له أية قيمة و لا تنزل في حقّه آية شريفة.

3- و نقرأ في الآية 173 من سورة آل عمران:

«الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيماناً وَ قالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ».

هذه الآية الشريفة نزلت في حرب احد عند ما تخلّف بعض المسلمين عن امتثال أمر رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و تركوا مواقعهم و اشتغلوا بجمع الغنائم الحربية فاستفاد الأعداء من هذه الفرصة و من غفلة المسلمين و داروا حول جبل احد و هجموا على المسلمين من ورائهم و حققوا نصراً كبيراً على المسلمين و قتلوا سبعين مسلماً في تلك الواقعة.

إن الكفّار و المشركين لم يقنعوا بهذا النصر على المسلمين فعند ما كانوا يعودون إلى مكّة قال أحدهم: نحن الذين حقّقنا هذا النصر فلما ذا لم نقتل محمّداً لنختم على هذه الدعوة


[1] الكشّاف: ج 1، ص 319.

اسم الکتاب : آيات الولاية في القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 67
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست