ففي هذه
الآية الشريفة نقرأ عبارات من قبيل «الّذين، ينفقون، أموالهم،
فلهم، أجرهم، ربّهم، عليهم، هم، يحزنون» فكلّها جاءت بصيغة الجمع و
لكنّ الكثير من المفسّرين قالوا بأن المراد منها هو الإمام علي بن أبي طالب عليه
السلام الذي كان ينفق بالليل و النهار و سرّاً و علانيةً، و طبقاً لرواية واردة في
هذا المجال أن الإمام كان يمتلك أربعة دراهم فتصدّق بأحدها ليلًا و بالآخر نهاراً
و بالثالث علانية و بالرابع سرّاً فنزلت الآية أعلاها لتشير إلى شأن هذا الإنفاق
[1].
سؤال:
هل يعقل أن تنزل آية قرآنية على بعض الأعمال الجزئية من قبيل إنفاق أربعة دراهم؟
الجواب:
إنّ المهم في نظر الإسلام هو كيفية العمل لا مقداره، و عليه فإذا كان العمل قد
أتى به المكلّف بإخلاص بالغ فيمكن أن تنزل آية قرآنية حتّى على إنفاق أقل من
أربعة دراهم و لو أن شخصاً أنفق جبلًا من ذهب و لكن لم يكن يتزامن مع الإخلاص و
التوجّه القلبي إلى اللَّه تعالى فليس له أية قيمة و لا تنزل في حقّه آية شريفة.
هذه الآية
الشريفة نزلت في حرب احد عند ما تخلّف بعض المسلمين عن امتثال أمر رسول اللَّه صلى
الله عليه و آله و تركوا مواقعهم و اشتغلوا بجمع الغنائم الحربية فاستفاد الأعداء
من هذه الفرصة و من غفلة المسلمين و داروا حول جبل احد و هجموا على المسلمين من
ورائهم و حققوا نصراً كبيراً على المسلمين و قتلوا سبعين مسلماً في تلك الواقعة.
إن الكفّار و
المشركين لم يقنعوا بهذا النصر على المسلمين فعند ما كانوا يعودون إلى مكّة قال
أحدهم: نحن الذين حقّقنا هذا النصر فلما ذا لم نقتل محمّداً لنختم على هذه الدعوة