لم تستعمل
بمعنى الصديق و الناصر بل بمعنى القيّم و القائد و صاحب الاختيار، لذلك يكون مراد
الآية أن اللَّه تعالى و النبي و المؤمنين الذين تتوفر فيهم الشروط المذكورة في
الآية هم أوليائكم و القيمين على اموركم.
ثانياً:
أن الآية 56 من سورة المائدة التي وردت بعد الآية محل البحث أفضل قرينة و شاهد على
المدّعى فإنّ اللَّه تعالى ذكر في هذه الآية الشريفة:
الحزب هنا
بمعنى جمع من الناس، و نصرة الحزب بمعنى تفوّقه و نجاحه في حركته السياسية و
الاجتماعية، و على هذا الأساس فإنّ هذه الآية الشريفة ترتبط بالآية التي قبلها و
هي الآية محل البحث، و الظاهر أنّهما نزلتا سوية فيستفاد منها أنّ الولاية
المذكورة فيها هي الولاية السياسية فيكون معنى الآية هو:
إنّ الأشخاص
الذين يقبلون بحكومة اللَّه و النبيّ و حكومة الذين آمنوا فإنّ هؤلاء الأشخاص و
الطوائف هم الغالبون.
و النتيجة هي
أننا لو تدبرنا و تعمقنا في كلّ كلمة من كلمات هذه الآية الشريفة مع غض النظر عن
الروايات الكثيرة الواردة في تفسيرها يتّضح جيداً أنّ الولي في هذه الآية جاء
بمعنى الإمام و القائد و القيّم، و كلّ من يقبل حكومة اللَّه و الرسول و الذين
آمنوا، الذين تتوفر فيهم الشرائط المذكورة في الآية الشريفة هم الغالبون و المنتصرون.
مصداق
«الّذين آمنوا» في الآية الشريفة
لقد اتّضح
فيما سبق معنى كلمة «إنّما» و
«ولي» و لكن ما زال الإبهام يحيط بمعنى و تفسير الآية الشريفة لأنه لم
يتضح لحد الآن المراد من عبارة «و الذين آمنوا» في هذه الآية.
و للإجابة
على هذا السؤال يجب القول بأنه ليس بين الرواة و المفسّرين و علماء الإسلام من
الشيعة و أهل السنّة إلا و يرى «الإمام عليّ» هو المصداق لهذه الآية الشريفة، و
على هذا الأساس فهذه الآية تدلّ بالإجماع و اتفاق جميع علماء الإسلام على أنّ
الإمام علي عليه السلام هو المصداق لهذه الآية الشريفة، و من جهة اخرى فإنّ جملة
«و الذين آمنوا» لا تتحمّل سوى