responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : آيات الولاية في القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 56

لم تستعمل بمعنى الصديق و الناصر بل بمعنى القيّم و القائد و صاحب الاختيار، لذلك يكون مراد الآية أن اللَّه تعالى و النبي و المؤمنين الذين تتوفر فيهم الشروط المذكورة في الآية هم أوليائكم و القيمين على اموركم.

ثانياً: أن الآية 56 من سورة المائدة التي وردت بعد الآية محل البحث أفضل قرينة و شاهد على المدّعى‌ فإنّ اللَّه تعالى ذكر في هذه الآية الشريفة:

«وَ مَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغالِبُونَ».

الحزب هنا بمعنى جمع من الناس، و نصرة الحزب بمعنى تفوّقه و نجاحه في حركته السياسية و الاجتماعية، و على هذا الأساس فإنّ هذه الآية الشريفة ترتبط بالآية التي قبلها و هي الآية محل البحث، و الظاهر أنّهما نزلتا سوية فيستفاد منها أنّ الولاية المذكورة فيها هي الولاية السياسية فيكون معنى الآية هو:

إنّ الأشخاص الذين يقبلون بحكومة اللَّه و النبيّ و حكومة الذين آمنوا فإنّ هؤلاء الأشخاص و الطوائف هم الغالبون.

و النتيجة هي أننا لو تدبرنا و تعمقنا في كلّ كلمة من كلمات هذه الآية الشريفة مع غض النظر عن الروايات الكثيرة الواردة في تفسيرها يتّضح جيداً أنّ الولي في هذه الآية جاء بمعنى الإمام و القائد و القيّم، و كلّ من يقبل حكومة اللَّه و الرسول و الذين آمنوا، الذين تتوفر فيهم الشرائط المذكورة في الآية الشريفة هم الغالبون و المنتصرون.

مصداق «الّذين آمنوا» في الآية الشريفة

لقد اتّضح فيما سبق معنى كلمة «إنّما» و «ولي» و لكن ما زال الإبهام يحيط بمعنى و تفسير الآية الشريفة لأنه لم يتضح لحد الآن المراد من عبارة «و الذين آمنوا» في هذه الآية.

و للإجابة على هذا السؤال يجب القول بأنه ليس بين الرواة و المفسّرين و علماء الإسلام من الشيعة و أهل السنّة إلا و يرى «الإمام عليّ» هو المصداق لهذه الآية الشريفة، و على هذا الأساس فهذه الآية تدلّ بالإجماع و اتفاق جميع علماء الإسلام على أنّ الإمام علي عليه السلام هو المصداق لهذه الآية الشريفة، و من جهة اخرى فإنّ جملة «و الذين آمنوا» لا تتحمّل سوى‌

اسم الکتاب : آيات الولاية في القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 56
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست